رفع “حزب الله” كثافة قصفه لمواقع مزارع شبعا اللبنانية المحتلة امس، الامر الذي كان واضحا لدى المراقبين، علما انه حافظ على مستوى التصعيد نفسه عبر الصواريخ الموجهة المضادة للدروع التي استهدف فيها المواقع الاخرى. العمليات العسكرية في مزارع شبعا كانت مختلفة نسبياً عن السابق وهذا ما طرح اسئلة عن امكانية الذهاب نحو تصعيد اضافي خلال الايام المقبلة بالتوازي مع بدء الهجوم البري الاسرائيلي على قطاع غزة.
بحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” مصر على ان يبقى قراره الميداني غامضا بالنسبة لخصومه، ولذلك فإن أمينه العام السيد حسن نصرالله لا يزال بعيداً عن الاعلام حتى اللحظة، ولن يطل قبل يوم الجمعة المقبل، وهذا الامر يربك اسرائيل بشكل كبير لأنها لا تعرف تحت اي سقف تستطيع ان تعمل لتجنب تدخل الحزب في المعركة، على اعتبار ان الحزب اكد منذ بداية المعركة ان هناك خطوطا حمراء، في حال تم تخطيها، فسيؤدي ذلك الى فتح جبهات اخرى.بعد الرسالة التي نشرها “حزب الله” بخط يد السيد حسن نصرالله، والتي كان فيها دلالات واضحة، نشرت احدى القنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لنصرالله مدته ١٢ ثانية وهو يمر امام علم الحزب المثبت على الجدار.عمليا لا يبدو ان في المقطع المنشور اي رسالة حقيقية، خصوصا ان نصرالله لم يواجه الكاميرا بل اعطاها ظهره ولم يكن يوجد اي عبارة او اية قرآنية يمكن البناء عليها.لكن، أصل نشر هذا الفيديو سيفتح الباب للاسئلة في اسرائيل، عن سبب نشر الحزب له وماذا يريد ان يوصل من رسالة، وهل يمكن ان يكون المقطع لمجرد الدعاية السياسية ورفع الحالة المعنوية؟ ومن هنا تصبح الاسئلة والبحث الذي سيحصل عن سبب نشر الفيديو بحد ذاته عاملا مؤثرا في زيادة الارباك لدى صنّاع القرار في اسرائيل، بمعنى اخر، عدم امكانية حسم حجم اهمية الفيديو يزيد من ارباك تل ابيب في فهم “حزب الله”…عملياً، لا يمكن لـ”حزب الله” الافراط في ارسال الرسائل والايحاءات بالتصعيد من دون ان يكون ذلك مقروناً بالتنفيذ، في الاصل فإن غياب نصرالله يتماهى مع مسار الحزب الذي كرس عقيدته القائمة على الفعل اكثر من الكلام، او اذا تكلم فعل، لذلك فإن الرسائل التي يوقعها نصرالله بإسمه او صورته لا يمكن ان تكون جرد خطوات دعائية او حرب نفسية، لانها ستفقد اهميتها مع الوقت وتسبب الضرر لصورة الحزب التي رسمها على مدى السنوات الماضية. من هنا يصبح كل تسريب يصدر عن الحزب له دلالات مرتبطة بالمعركة الحاصلة، وله ما قبله وما بعده، لذلك فإن المرحلة التي قد يفتتحها “حزب الله” قريبا في الميدان ستكون متناسبة مع التطورات العسكرية التي تحصل في غزة، خصوصا ان العملية البرية بدأت وهناك احاديث كثيرة تتحدث عن ان مسار المعركة سيكون طويلا ومتمحورا حولا استمرار التدمير والقصف الجوي مع تقدم بري بسيط ومدروس..