استُخدمت في حرب تموز 2006.. القنابل الفوسفورية تزيد خطر الإصابة بهذا المرض الخطير

1 نوفمبر 2023
استُخدمت في حرب تموز 2006.. القنابل الفوسفورية تزيد خطر الإصابة بهذا المرض الخطير


تواصل إسرائيل ضرب القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط من خلال ما تقوم به من جرائم حرب في غزة تتضمن ارتكاب إبادة جماعية وممارسة تهجير قسري للمدنيين واستهداف عشوائي لهم وقصف المدارس والمستشفيات، ومنع الماء والغذاء وقطع الكهرباء عنهم، واستخدام القنابل الفوسفورية أو قنابل الفوسفور الأبيض وهي سلاح محرّم دوليًّا حسب اتفاقية جنيف عام 1980.  

 
آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 25 يوما في غزة طالت لبنان أيضا من خلال ما يحصل على الحدود الجنوبية من اشتباكات يومية مع حزب الله حيث تقوم بقصف بلدات ومناطق جنوبية أيضا بالقنابل الفوسفورية الحارقة الأمر الذي أدى في اليومين الماضيين إلى اشتعال حرائق متنقلة طالت الحقول الزراعية بسبب سرعة الرياح وقضت على المزروعات وأتلفتها.  
 
وفي هذا الإطار، يُشير رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البرفسور رائف رضا عبر “لبنان 24” إلى ان “إلقاء إسرائيل القنابل الفوسفورية البيضاء المحرّمة دوليا في غزة ولبنان يُشكّل خطرا على الصحة والبيئة على حد سواء”.  
 
ما هو الفوسفور الأبيض؟  
يُوضح رضا ان “الفوسفور الأبيض يتكون من 4 ذرات ورمزه الكيميائيP4  وهي مادة سامة لونها إما ابيض او اصفر وأحيانا قد تكون من دون لون، يتم تصنيفها من صخور الفوسفات وهي تتفاعل مع الاوكسيجين بمجرد قصفها على المدنيين على شكل  PO2+5O2_____> P4O10، ويتشكّل ديوكسيد الفوسفور P4O10 وهو سام جدا”.
 
ويُضيف: “عند استخدام القنابل على المدنيين يتفاعل الفوسفور الابيض مع الهواء بتوليد طاقة حرارية تصل درجتها إلى 816 درجة مئوية إضافة إلى خروج دخان أبيض خانق كثيف يعمل على إشعال الحرائق وقد تبقى هذه الطاقة لأيام عدة ما يؤثر على صحة الإنسان لأنها قادرة على اختراق الجسم وإحداث حروق في الجلد وصولا إلى العظام وإحداث وفاة جراء تسمم الكبد والكلى والقلب”.
 
ويُشدد على ان “خطورة الفوسفور الأبيض عند ملامسة الجلد التسبب بحروق وفي حال ملامسة العين قد يؤدي لفقدان البصر عبر أذية قرنية العين، اما عند استنشاقه فيحدث صعوبة في التنفس لانه دخان خانق ويمكن ان يحدث فشلا في القلب ويؤدي إلى الوفاة، اما عند المرأة الحامل فهو يُحدث تشوهات خلقية للجنين”.  
 
وتُشير بعض الدراسات إلى تسببه بعدة أنواع من السرطانات ولاسيما سرطان الجلد، كما قال.
 
إرشادات طبية:  
البروفسور رضا أعطى إرشادات مهمة وإسعافات أولية في حال استنشاق او ملامسة الفوسفور الأبيض يجب اتباعها في حال التعرّض لقصف بهذه القنابل:  
 
بالنسبة للاستنشاق:  
– يُنصح بإبعاد المُصاب عن المكان الذي تعرّض للقصف  
– مراقبة التنفس والنبض  
– وضع قطعة قماش او ضمادات مبللة على الأنف والفم
– إعطاء اوكسجين في حال وجود صعوبة في التنفس  
– تنفس اصطناعي في حال انقطاع النفس
– نقل المُصاب فورا الى مراكز العناية الطبية
 
اما عند ملامسة الفوسفور الأبيض الجلد فيجب اعتماد هذه الإرشادات:  
– إبعاد المريض عن مصدر الفوسفور الابيض الذي تعرّض له  جراء القصف
– خلع ملابسه ووضعها في كيس  polyethylene
– غمر المناطق التي تعرّضت للحروق بالماء البارد او وضع ضمادات مبللة عليها وتركها كل الوقت
– غسل المنطقة التي تعرّضت للحروق بالماء البارد اقله 15 دقيقة او إبقاء الماء مسلطا عليها للتخلص من سموم الجلد  
– تجنب وضع مراهم او مساحيق على الجلد.  
– مراقبة ضغط ودقات قلب المُصاب ودرجة حرارة الجسم ووضع بطانية عليه لمنع انخفاض درجة الحرارة.
-التوّجه إلى مراكز الرعاية الطبية المتخصصة.  
 
أما أعراض التسمم من الفوسفور الابيض فهي :
-ضيق تنفس  
انقباض العين  
-اسهال وتقيؤ  
– تعرق  
-رعشة العضلات  
-زيادة الدموع واللعاب وفي هذه الحالة يجب أخذ المُصاب إلى أقرب مركز طوارئ طبي لانه لا يوجد له أي ترياق او مضاد للسم (antidote).    
 
التأثير البيئي
ويلفت رضا إلى ان “تأثير الفوسفور الأبيض على البيئة خطر جدا فهو يلوّث الهواء والتربة ويترك ترسبات في المياه الجوفية ما يؤدي لاحقاً الى امراض خطيرة أبرزها السرطان”.  
 
وبرأي رضا، قد تكون هناك علاقة بين ارتفاع نسبة الإصابات بمرض السرطان في لبنان والقنابل العنقودية التي استخدمتها إسرائيل في حرب تموز 2006 على الرغم من عدم وجود أو إجراء دراسة طبية تؤكد هذا الأمر.  
 
وهُنا لا بد من الإشارة إلى انه في تموز عام 2006 أطلقت إسرائيل ما يصل إلى حوالى 4 ملايين قنبلة عنقودية على لبنان، ألقيت 90% منها في الأيام الثلاثة الأخيرة من العدوان .
 
غاز الأعصاب
إلى جانب الفوسفور الأبيض، يُحكى في الفترة الأخيرة عن سيناريو لجوء إسرائيل لسلاح ثانٍ محرم دوليا وهو غاز الأعصاب كجزء من هجوم مفاجئ قد تنفذه على قطاع غزة يتم ضخه عبر أنفاق غزة ما يُساهم باختراقها وإنقاذ الرهائن والقضاء على عناصر كتائب القسام.
 
وغاز الأعصاب قادر على شل الحركة الجسدية لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 ساعة.
 
ويمكن لمعظم غازات الأعصاب، التي يتم استنشاقها أو امتصاصها عن طريق الجلد، أن تقتل في أي مكان ما بين دقيقة إلى 10 دقائق عن طريق شل مركز التنفس في الجهاز العصبي المركزي وشل العضلات المحيطة بالرئتين”.
 
وتشمل أعراض التعرّض لهذا الغاز الغثيان والصداع العنيف وعدم وضوح الرؤية وسيلان اللعاب وتشنجات العضلات وتوقف التنفس وفقدان الوعي.  
 
ما هو غاز الأعصاب؟
غازات الأعصاب هي مواد كيميائية سامة وسريعة المفعول تُسمّم الجهاز العصبي المركزي للجسم وتمنعه من العمل بشكل سليم. والجرعات العالية منها يمكن أن تُسبّب حدوث تشنجات فورية واختناق الضحية أو الموت بالسكتة القلبية.
 
ويمكن لغازات الأعصاب أن تأخذ شكل غاز أو رذاذ أو سائل، ويمكن إطلاقها باستخدام القنابل والمتفجرات ودبابات الرش والصواريخ أو حتى باليد.