بدأت تل ابيب تظهر جدية كبيرة في التعامل مع الملف العسكري في قطاع غزة، بمعنى انها لم تعد تتعامل مع المعركة الحاصلة في القطاع بإعتبارها فرصة لتسجيل النقاط او للحفاظ على ماء الوجه بعد الضربة الكبيرة التي تعرضت لها في 7 تشرين، اذ من الواضح ان التعامل مع الهجوم البري يعطي انطباعا ان هناك استعداد للذهاب بعيداً في المواجهة.
كما ان اسرائيل تضرب عرض الحائط كل التهديدات التي تصل اليها من امكانية توسع الحرب الى حرب اقليمية، وتستمر في استغلال الغطاء الاميركي لممارسة كمّ كبير من العنف تجاه المدنيين وهذا ما ظهر من خلال المجازر التي لا تزال ترتكب من دون اي حذر من امكانية تدحرج المعركة.وبحسب مصادر مطلعة فإن “الايام المقبلة ستكون حاسمة لجهة القرار او التوجه الذي سيأخذه “حزب الله” والذي سيحدد خطوطه العريضة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وعليه فإن استمرار تل ابيب بالتصعيد واعلانها النهائي والواضح عن بدء الهجوم البري مع كل ما يعنيه الامر من تطورات عسكرية يؤكد ان اسرائيل مستعدة للمخاطرة ولدفع اثمان كبرى من اجل تحقيق الانتصار المزعوم”.وترى المصادر انه في الوقت الذي لا تملك تل ابيب خيار خسارة الحرب فإن “حزب الله” والمحور المتحالف مع حماس ليس في وارد التسليم بخسارة غزة لان ذلك سيعني ان الهدف الثاني سيكون النظام في سوريا او الجبهة اللبنانية، كما ان كل هذا المحور سيخسر خطابه السياسي الى الأبد، وسيبدأ مساراً تراجعياً على الصعيد السياسي والشعبي وليس فقط العسكري..وتعتبر المصادر ان كل هذا المشهد، وبالرغم من تطوراته، لن يكون ذاته بعد كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، بغض النظر عن مضمون الحديث، فاذا ذهب نصرالله الى التصعيد فإن ذلك سيبدل كل الحسابات الميدانية، والامر ذاته سيحصل اذا جنح نحو التهدئة، لان حماس ستكون وحيدة عندها، وسيكون الذهاب نحو تصفيتها، او أقله اضعافها خيارا مطروحاً وقابلاً للتحقيق.وتشير المصادر الى ان تل ابيب غير مقتنعة بإمكانية ذهاب “حزب الله” الى حرب اقليمية معها، لذلك فإنها تتعاطى فعليا مع كل ما يحصل بوصفه تصعيدا له سقف ولا يمكن للحزب ان يتجاوزه بسبب سلسلة معقدة من المصالح التي تقيده، لذا فإنها تعمل عسكريا في غزة من دون اي رادع فعلي، وهذا ما يظهر بشكل يومي ويبدو انه سيستمر خلال الايام المقبلة بإنتظار كلمة نصرالله التي قد تبدل القناعة الاسرائيلية او تكرسها.