إحترموا الـ1701 وتجنبوا تمدد غزّة إلى لبنان

8 نوفمبر 2023
إحترموا الـ1701 وتجنبوا تمدد غزّة إلى لبنان


استعادت الزيارة المفاجئة غير المعلن عنها سابقا والخاطفة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين والعراب لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ، لبيروت امس، الوجه “التقليدي” القديم لزيارات كبار الموفدين الأجانب للبنان في حقبات الحرب حين كانت تواكب حضورهم ومهماتهم جولات التصعيد الحربي القتالي ! ومع ان اوساطا عدة أبدت تقديرات “إيجابية” لتعمد الرئيس الأميركي جو بايدن ايفاد هوكشتاين موفدا له الى بيروت نظرا الى مراسه وخبرته مع الافرقاء اللبنانيين ونجاح تجربته في الترسيم البحري، بما يعني ان طبيعة الرسالة التي اوصلها لجهة التشديد على تحييد لبنان عن نيران تمدد الحرب من غزة اليه، بدا واضحا انه من الصعوبة التعويل على “ضمانات” او معالم طمأنة بعد، ولو ان هوكشتاين تعمد بالكلام المقتضب الذي اعلنه ان يؤكد عدم رغبة لبنان وإسرائيل في تصعيد الوضع.

غير ان اللافت في زيارة هوكشتاين انها الى جانب الرسالة الأميركية الواضحة التي نقلها حيال التشديد على تجنيب لبنان محاذير تمدد الحرب اليه والدعوة الى عودة الالتزام فعلا بالقرار الدولي 1701، اوحت زيارته للواء عباس إبراهيم بانه يعمل على مسألة مبادلة الاسرى بين إسرائيل وحركة “حماس” تبعا لما كان نقل سابقا عن انخراط إبراهيم مع هوكشتاين في جهود الأخير حيال ملف الاسرى. ولكن التطور المفاجئ تمثل في ان حركة “حماس” سارعت الى اصدار نفي بتكليف مدير عام الأمن العام السابق عباس إبراهيم التفاوض باسمها بشأن الأسرى.هوكشتاين اجرى جولة لقاءاته السريعة بعد ظهر امس ترافقه السفيرة الاميركية دوروثي شيا بدءا بلقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري وشدد على الأثر بان “الولايات المتحدة تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخصوصا في هذه الأيام الصعبة” وأوضح انه اطلع بري “على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان” واكد “إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك يجب ان يكون بالنسبه للبنان وإسرائيل هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم”. وفي السرايا ابلغ هوكشتاين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه يزور لبنان موفدا من الرئيس الاميركي “لبحث الوضع في جنوب لبنان، وانه لمس من خلال محادثاته ان لبنان واسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع”. ودعا جميع الاطراف الى احترام القرار الاممي  الرقم 1701 وتنفيذه كاملا، كما أكد مجددا دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. ثم زار قائد الجيش العماد جوزف عون ومن ثم اللواء عباس إبراهيم . وافيد انه اجرى اتصالا بالمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري “ونقل اشادة من البيت الأبيض على دور الامن العام اللبناني على اكثر من صعيد”. كما التقى لاحقا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.وعلمت “النهار” انه في لقاء بري وهوكشتاين شدد الثاني على ضرورة عدم توسع المواجهات العسكرية في الجنوب وعدم دخول لبنان في الحرب الدائرة. اما بري فحذر من توسيع اسرائيل ضرباتها واستهدافاتها، ولا سيما بعدما اقدمت على جرح اربعة مسعفين من عناصر كشافة الرسالة الاسلامية وقتل ثلاث فتيات وجدتهن. ونبه بري من اخطار تدحرج الامور وتدهورها جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في غزة وجنوب لبنان. وطلب من هوكشتاين الطلب من اسرائيل وقف عدوانها ضد غزة وتحميلها مسؤولية كل ما يحصل. وسأله ايضا عن اسباب حضور كل هذا الحشد من الاسطول الاميركي والغربي الى المتوسط.وابلغ هوكشتاين رئيس المجلس ان واشنطن على استعداد فور الانتهاء من المعارك وتهدئة الاوضاع في الجنوب البت في نقاط الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل. ولم يتم التطرق بين بري وهوكشتاين الى موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. واكتفى بر ي في رد على سؤال ان ” هذا الموضوع عند الحكومة. وكلامي واضح في هذا الخصوص منذ البداية”. وفي اللقاء بين هوكشتاين وميقاتي بدا لافتا ان هوكشتاين تعمد التنويه بانه حضر الى بيروت بتكليف من الرئيس جو بايدن .وذكرت «نداء الوطن» أنّ هوكشتاين أبدى اهتماماً بما سيكون عليه الموقف الرسمي اللبناني في هذه القمة، وضرورة «ألا يكون الى جانب تغطية حماس». وبدا من محادثات الموفد الأميركي، أنّ عناوين المرحلة الراهنة تتمثل بالسعي الى «فتح الممر الانساني الى غزة بعد الاتفاق على التهدئة» التي يتهددها القرار الاسرائيلي الرافض لها. وأبلغ هوكشتاين مضيفيه أيضاً أنّ «البحث جارٍ للتوصل إلى هدنة في الجنوب مشابهة لهدنة غزة الجاري البحث في شأنها».وفي المعلومات، أن إحدى الشخصيات التي التقت هوكشتاين، قالت له إن «ما يحصل في جنوب لبنان هو في الأساس نتيجة القرار الاسرائيلي بشن الحرب على غزة، وعلى عاتق واشنطن اقناع حليفها بوقف هذه الحرب لكي يهدأ التوتر في كل مكان». ولم يعلّق هوكشتاين، بل اكتفى بالاستماع.وكتبت” الاخبار”: لا يكتفي الأميركيون بنقل رسائل إلى حزب الله عبر مسؤولين لبنانيين لحثّه على عدم توسيع رقعة الحرب، بل صاروا يسعون لإقناع اللبنانيين بعدم التضامن مع غزة، وأن لبنان لا يجب أن يكون معنياً بما يجري هناك، لا عسكرياً ولا سياسياً، وأن التضامن مع غزة «يشوبه خطر أن يتحول إلى تضامن مع حركة حماس الإرهابية».وعلمت «الأخبار» أن موظفين من السفارة الأميركية في بيروت، عرّفوا عن أنفسهم بأنهم يعملون في قسم الاقتصاد السياسي، أجروا مجموعة لقاءات مع رجال أعمال ونقابيين وموظفين في إدارات رسمية. وركّزوا على ضرورة رفع الصوت ضد حزب الله لمنعه من الدخول في الحرب، إضافة إلى الدعوة لعدم توسيع المشاركة في حملات التضامن مع الفلسطينيين، أو إطلاق حملات لوقف إطلاق النار. كما سألوا عن التحضيرات والتدابير الاحترازية التي ينوي لبنان القيام بها في حال اندلاع حرب واسعة.وتواصلت «الأخبار» مع بعض الذين تواصلت السفارة الأميركية معهم من رجال أعمال وموظفين رسميين، وكان اللافت أن بعضهم نفى حصول اللقاءات رغم علم الجميع بها. بينما أقرّ آخرون بالأمر. وأشارت المعلومات إلى أن أبرز ما حصل في هذه اللقاءات، هو ما يتعلق بعمل مطار بيروت الدولي ووزارة الطاقة ووزارة الاتصالات. واستفسر الأميركيون عن خطط الإجلاء في المطار والتحضيرات الجارية لاستيعاب الأوضاع التي قد تنتج عن اندلاع حرب شاملة بين لبنان والعدو الإسرائيلي.وقال مسؤول في المطار لـ«الأخبار» إن «موظفي السفارة الأميركية ليسوا وحدهم من قاموا بزيارات كهذه لتوجيه أسئلة متصلة بخطط الطوارئ والإجلاء، بل استقبلت إدارة المطار وفوداً من سفارات غربية وعربية طرحت الأسئلة نفسها». كما حاول فريق السفارة الأميركية الاطّلاع على الخطّة التي أعدّتها هيئة «أوجيرو» لتأمين التواصل الداخلي والخارجي في حالة الحرب.وعُلِم أن السفارة الأميركية أعدّت خطة طوارئ صحية، تمثّلت في البحث باستخدام مستشفى يقع في منطقة جونية، ولاحقاً لحاجاتها في حالة الحرب، ولاحقاً في حالة السلم. وتبيّن أن الجامعة الأميركية في بيروت اشترت هذا المستشفى أخيراً، وأنها تعمل على تأهيله ليكون صالحاً لخدمة المرضى والمصابين.