كتب جورج شاهين في” الجمهورية”:تقدّمت زيارة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين لبيروت الى الواجهة، في وقت كان اللبنانيون ينتظرون أي موفد اميركي. فقد استثنى وزير الخارجية انتوني بلينكن بيروت من جولاته المكوكية في المنطقة. كذلك انتظر اللبنانيون طويلاً زيارة نائبته لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، قبل ان يهبط هوكشتاين في قلب بيروت في عملية “إنزال” امتدت لسبع ساعات، نقل خلالها رسالة رئاسية اميركية واضحة.
هبط هوكشتاين في بيروت أول من أمس موفداً من الرئيس جو بايدن لنقل رسائل مختصرة وعاجلة مفادها إدانة ما حصل بالنسبة الى مقتل المدنيين، والتحذير على طريقة “من الفم الى الأذن مباشرة” من احتمال ارتكاب أي خطأ يمكن ان يفجّر الوضع بحجة انّ لبنان لا يتحمّل نتائجها غير المسبوقة. فإن وقعت سيشهد اللبنانيون على ما لم يعرفوه في حياتهم، مع تأكيد انّ الضغوط الاميركية على اسرائيل ليست جديدة وقد فعلت فعلها منذ بداية الحرب. فلولا التدخّل لدى تل ابيب بلغة صارمة ومنعها من القيام بأي عملية في لبنان لكانت مناطق لبنانية مسرحاً للعمليات العسكرية الشبيهة بما يجري في غزة منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، اي اليوم التالي لعملية غلاف غزة، ولمجرد ان هاجم “حزب الله” مواقع اسرائيلية في القطاع الشرقي. فاسرائيل لا تميّز بين القطاعات الجنوبية الثلاثة وهي تخضع للإجراءات نفسها.
وتجدر الاشارة إلى انّ ضمّ هوكشتاين إلى الفريق الأميركي الخاص بحرب غزة كان “ضربة معلّم”. فهو يفهم العقلين اللبناني والاسرائيلي، ما يؤهله للانطلاق بمبادرة للإفراج عن الأسرى. فله لدى كل طرف معني صديق يمكن ان يتفاهم معه، وعليه كانت زيارته لبيروت وكأنّها “عملية إنزال” سريعة امتدت لسبع ساعات، ليقول بعض الكلمات ويمشي، لن تُحتسب قياساً على ما سبقها من اتصالات وما ستليها. فالمهمّة عاجلة ويجب ان تنتهي بأسرع وقت ممكن… فلننتظر.