اسرائيل تتجنب التصعيد.. تردد داخلي أم ضغط اميركي؟

14 نوفمبر 2023
اسرائيل تتجنب التصعيد.. تردد داخلي أم ضغط اميركي؟


لليوم الثالث على التوالي يواصل “حزب الله” تصعيده الكبير ضد الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية، اذ باتت عمليات الحزب لا تنتهي منذ ساعات الفجر الاولى حتى المساء، وتؤدي الى سقوط اصابات كثيرة بين الجنود، الامر الذي طرح اسئلة كثيرة حول امكان الرد الاسرائيلي والتصعيد المضاد في محاولة لردع “حزب الله” ومنعه من الاستمرار بهذا المستوى من التصعيد.

لكن من الواضح أن تل ابيب كانت تتجنب حتى مساء امس الذهاب نحو ردود جدية ضد الحزب وإلتزمت بقواعد الاشتباك عبر قصف القرى الحدودية والمساحات المفتوحة والرد على مصادر النيران التي تستهدف قواتها على طول الجبهة. فهل باتت تل تبيب مردوعة فعلا وتحاول تجنب الانزلاق نحو حرب كبرى ومفتوحة مع “حزب الله”؟ أم انها عمليا تحاول احتواء تصعيد الحزب لفترة من الزمن لتحسم المعركة في غزة؟بحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” يتعامل مع الوضع على الجبهة الجنوبية بإعتبارها حربا شاملة ومستعد لتحمل تبعات تصعيده والرد عليها حتى لو تدحرجت المعركة، اذ ان اصراره على رفع نسبة الاصابات يوحي بأن ما يحركه فعلا هو تطور الميدان في غزّة وليس أي أمر آخر. وعليه فإن فتح الجبهة بشكل شبه كامل سيكون مرتبطا بالموقف الاسرائيلي والاداء العسكري في خلال الايام المقبلة.قد تكون تل ابيب مستفيدة من تصعيد المعركة مع الحزب للاستفادة من وجود الاميركيين والاوروبيين بقدراتهم العسكرية في البحر المتوسط ما يعني ان امكانية انخراطهم في المعركة الاقليمية ستكون كبيرة، وهذا ما سينقذ اسرائيل من اعدائها الذين باتوا  أقوى من قدرتها على ردعهم، لكن في المقابل يبدو ان مخاوف الاسرائيليين من قدرات “حزب الله” التدميرية وتطور بنيته العسكرية يساهم في دفع القيادة السياسية للتردد في خوض غمار التصعيد الكبير في الشمال.كما انه، وبحسب المصادر نفسها، فإن ضغوطا جدية تمارس من قبل الاميركيين على الحكرمة الاسرائيلية لمنعها من التهور والصدام مع الحزب، لان واشنطن لا تريد الغرق في المستنقع القديم الجديد في الشرق الأوسط ولديها اولويات اخرى مثل المواجهة مع الصين وروسيا،وهذا يؤكد ان الوقت الممنوح لتل ابيب لانجاز شيء ما في ميدان غزة بدأ ينتهي ولا يمكن تمديده عبر فتح جبهة جديدة مع “حزب الله”، لان الامر سيشكل كارثة على اسرائيل من جهة ويبدل كل الأولويات الاميركية من جهة ثانية.وترى المصادر ان الساعات المقبلة ستحسم ما اذا كانت تل ابيب جاهزة للخضوع للرغبة الاميركية والاستمرار بالتركيز على الجبهة الغزاوية وتحمل الخسائر في الشمال من دون ردة فعل جدية، ام انها ستذهب بعيدا في كسر قواعد الاشتباك ما يضع الجميع امام السؤال الاهم، ماذا بعد رد اسرائيل؟ هل يرتدع “حزب الله” ام انه سيكون جاهزا للتصعيد الاضافي الذي سيدحرج المعركة الى حرب شاملة؟