بين الأسعار الحارقة وضرورة التأقلم… هل يزيّن اللبنانيون لعيد الميلاد ؟

21 نوفمبر 2023
بين الأسعار الحارقة وضرورة التأقلم… هل يزيّن اللبنانيون لعيد الميلاد ؟


يطرق العيد أبواب العديد من اللبنانيين بخجل هذا العام، أيضاً. ففرحة عيد الميلاد الباهتة أصلاً منذ أعوام بفعل الأوضاع الإقتصادية المزرية، يزديها شحوباً الوضع الأمني المعرّض للتهشّم في أية لحظة جراء الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة. وفي حين يفصلنا شهر واحد فقط عن موسم عيد الميلاد، المتاجر باتت مليئة بالزينة المبهرجة، فهل يشتريها المواطنون؟

تكلفة زينة “شجرة الميلاد”اللافت في أغلبية المتاجر التي جلنا عليها، أن الأسعار تحسب حصراً بالدولار الأميركي، إذ يبدو أن أصفار العملة الوطنية لا تتسّع على لصقات التسعير، وربمّا للتخفيف من هول التكلفة على الزبائن.
البداية مع أسعار شجرة الميلاد، التي لا تقل عن الـ100 دولار للشجرة الواحدة المتوسطة الطول، والعادية من حيث الشكل والنوعية، بينما تصل إلى أكثر من 200 دولار حين يتعلق الأمر بالشجرة الطبيعية والتي يتخطى حجمها الـ 180 سنتيمتراً.
وبما أن الشجرة لا تكتمل إلا بالطابات المزخرفة والملونة، ومجموعة الأضواء التي لا بد منها لإضفاء المزيد من السحر على الأجواء الميلادية، يبدأ سعر العلبة التي تحتوي على 6 طابات صغيرة، بين 3 و5 دولار، بينما العلبة المتوسطة يرتفع سعرها إلى ما بين 6 و8 دولار، والعلبة ذات الطابات الكبيرة يتراوح سعرها بين 10 و14 دولار، بحسب نوعيتها وشكلها.
وعن الأضواء، فيبلغ سعر الشريط الذي يحتوي على 300  لمبة حوالي الـ4 دولار، بينما يرتفع سعر ذاك الذي يحتوي على 500 لمبة إلى 8 دولار. وفي حال أراد المواطن تزيين شرفته بشريط “الشلال” على سبيل المثال بطول الـ4 أمتار، فعليه دفع ما لا يقل عن 11 دولار.
وبالإنتقال إلى المغارة ومستلزماتها، فيختلف الأمر طبعاً بحسب الشكل والحجم الذي يريد المرء اعتماده. فبين مجموعة الأوراق والأشخاص والمنازل الصغيرة، قد يصل مجمل سعرها إلى ما لا يقل عن 50 دولار.بين الأسعار الكاوية والتأقلم…وفي خضمّ جولتنا، كان لا بد من التوقف عند بعض المواطنين لاستطلاع آرائهم. وفي هذا الإطار، أكدت إحدى السيدات لـ”لبنان 24″ أنها صعقت بسبب “الأسعار الكاوية”، على حدّ تعبيرها.وقالت: “لا أدري إذا كان التجار وأصحاب المحال يعيشون معنا على نفس الكوكب أو على الأقل في البلاد عينها”، مشيرة إلى أن الأسعار توحي وكأن لا أزمة في لبنان وأن الرواتب طبيعية ولا أزمة سيولة.وأضافت: “شخصياً، لن أشتري شيئاً جديداً للزينة هذا العام، على الرغم من أن البضائع جميلة جداً وملفتة للنظر، إلا أن أولويات أخرى أضعها في اعتباري تمنعني عن التبضّع”.وأوضحت أن المهم بالنسبة لها أن تتمكن من جمع عائلتها الى مائدة عشاء العيد بما تيسّر من أصناف طعام، بالإضافة إلى شراء ما أمكن من ثياب جديدة لابنها البالغ من العمر 9 أعوام.أما سيدة أخرى، وبمشاهدتها تضع في عربة التسوق الخاصة بها أنواعاً مختلفة من طابات الزينة وسواها من المستلزمات، يمكن التأكد من لا مشكلة لديها مع الأسعار.وبالفعل، قالت لـ”لبنان 24″: “الأسعار مقبولة ومنطقية، ويمكن للمرء شراء ما يناسبه من البضائع”، مشيرة إلى أن”الواقع في لبنان بات يفرض أن يتأقلم المرء مع الغلاء والأسعار كي يتمكّن من العيش والإستمرار”.وأضافت أنها لن تحرم عائلتها من بهجة التزيين لعيد الميلاد، إذ أن هذا العيد يحلّ مرة واحدة فقط في العام ولا بأس إن تكبّد المواطن بعضاً من المال في سبيل إضفاء السعادة والأمل على منزله ومحيطه. يبدو أن بهجة العيد تجد دوماً مكاناً مهما كان صغيراً لتثبت من خلاله نفسها، واللبناني مهما كان مأزوماً، يعيش دوماً بما تيسّر من حال الأمل بغد أفضل، مهما كان الوضع قاتماً.