غابت الاحتفالات التقليدية بعيد الاستقلال ورعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي احتفالاً بالذكرى واطلاق متحف الاستقلال في قلعة الاستقلال التاريخية في راشيا الوادي وسط حضور وزاري وسياسي محدود وبحضور قائد الجيش العماد جوزف عون .
وفي كلمته في المناسبة اكد ميقاتي أن “الاستقلالُ تحقَّقَ فعليًّا عندما انتصر اللبنانيون لدستورِهم وميثاقِهم الوطني. وهكذا، بعد ثمانينَ من الأعوامِ التي خاضَ فيها الوطنُ كثيرًا مِنَ المحن القاسية، ما زال التمسُّكُ بالدستورِ الناظمِ لحياتِنا السياسية، والتشبُّثُ بميثاقِ العيش المشترك الراعي لوجودِنا الوطني، السبيلَ الوحيد لتجديد الاستقلالِ”.
وجدد “الدعوةَ إلى الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية يعيدُ انتظامَ دورةِ الحياة إلى جسدِ الدولةِ المنهَك. كما إلى الالتفاف حول الجيش، وصَوْنِ حضورِه ومؤسسته، كما سائر القوى الأمنية التي نحييها على الدورِ الذي تقومُ به لحفظ أمن الوطن والمواطنين”.
واتخذت لفتة تكريمية خص بها العماد جوزف عون دلالات لافتة وسط تصاعد التجاذبات حول موضوع التمديد لقائد الجيش اذ قال ميقاتي مخاطبا العماد عون : “حضرة قائد الجيش العماد جوزف عون، الاخ العزيز، ان جهودك ورعايتك الابوية، التي كنت شاهدا عليها،حمت المؤسسة العسكرية وصانتها من العواصف وهي محل تقديرنا جميعا، وتؤمن استمرارية استقرار الجيش ودوره”.
وقال: “عوضَ العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال، يستمرُ على حدودِنا الجنوبية عدوانٌ عسكريٌّ تشعلُه إسرائيل، التي لم تشبع آلتُها التدميريةُ بعد من لحوم الأطفالِ ودماءِ النساء وآهاتِ الشيوخ في غزةَ الجريحة. وهنا أكرر ما قلتُه في مؤتمر القمة العربية- الاسلاميةِ قبل أيام: نحن شعبٌ يريد السلام ويحبُّ ثقافة السلام. لكننا لا ولن نرضى بانتهاك سيادتِنا والاعتداء على حقوقِنا، وإلا فما معنى الاستقلال إذًا؟”
وتابع: “على المجتمع الدولي أن يردع إسرائيلَ عن عدوانِها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان، وعن استمرارها في ارتكاب المجازر والإباداتِ الجماعيةِ، وآخرها جريمة اغتيال الاعلاميين ربيع معماري وفرح عمر بالامس وقبلها المصور الشهيد عصام عبدالله ، وأن يبادرَ هذا المجتمع الدولي الى وضعِ حلٍّ سياسي يؤدي إلى إعطاءِ الفلسطينيين حقوقَهم كاملةً غيرَ منقوصةٍ، في دولتِهم المستقلة وعاصمتُها القدسُ الشريف”.