وبعد كلمة لعريف الاحتفال انطوني زيبارة، انشدت جنى سلامة النشيدين الوطنيين الكندي واللبناني بعدها القت النائبة دياب كلمة قالت فيها: ” ككندية من أصل لبناني يسرني أن اتشارك هذه اللحظة مع الجميع. إنه يوم تاريخي، لأنها المرة الاولى التي يتم فيها رفع العلم اللبناني على تلة البرلمان في قلب العاصمة الكندية لافتتاح شهر التراث اللبناني الوطني الأول في كندا، وهو يتم في ذكرى يوم الاستقلال اللبناني الـ 80. واعتبرت انه أكثر من عمل رمزي لأنه يشكل اعترافًا بكل كندي من أصل لبناني”.
وعادت دياب بالذاكرة الى المهاجرين اللبنانيين الأوائل في ثمانينيات القرن التاسع عشر، مشددة على ان “المناسبة اليوم هي تأكيد على أن الحضور اللبناني في كندا يحظى بكل التقدير، وان القيم والكنوز التي جلبوها معهم هي فريدة من نوعها”.
وتحدثت عن الجهود التي بذلت للوصول الى هذا اليوم، وتوجهت بالشكر الخاص الى السناتور جاين كوردي لما بذلته من جهود لتخصيص شهر تشرين الثاني للتراث اللبناني الوطني، لافتة الى أن الدعم الذي قدمته كل الطوائف اللبنانية في كل كندا هو الذي سمح بالقيام بذلك.
واشارت الى انها انتُخبت في 20 ايلول 2021 كنائبة فيدرالية، لكنها استطاعت في العام 2018 ان تحمل الحكومة في نوفا سكوتشيا على اختيار شهر تشرين الثاني للتراث الوطني اللبناني على مستوى المقاطعة. واعربت عن فرحها العميق لنجاحها في نقل ذلك على المستوى الفيدرالي. وقالت ان الاحتفال اليوم له معاني عدة، لأنه يشكل منصة لمشاركة الثقافة اللبنانية الفريدة والمأكولات اللبنانية والدبكة والموسيقى والتقاليد واللغة وطريقة الحياة اللبنانية، ودعوة الكنديين الى ان يعرفوا أكثر عن اصدقائهم اللبنانيين وجيرانهم والعاملين معهم. كما انه يضيء على 140 سنة من اسهام اللبنانيين في كل المجالات الاجتماعية والثقافية والاكاديمية والاقتصادية والعسكرية والدينية التي اضافها الكنديون من أصل لبناني لتطوير كندا.
واكدت اعتزازها بالتنوع الذي يجلبه الكنديون من أصل لبناني الى هذا البلد، والذي يبرهن عن أن اللبنانيين جزء مهم من الشعب الكندي ولا يمكن الاستغناء عنهم، وهذا يجعلهم اقوياء. وختمت بقول لجبران خليل جيران عن الشوق الى ارض الذكريات، وقالت: “سيبقى لبنان في قلوبنا وسيدوم”. كلمة السفير زيادة ثم ألقى السفير زيادة كلمة شكر فيها الوزراء وأعضاء البرلمان والمسؤولين على مشاركتهم معنا في هذا الاحتفال، وقال: “إن حضوركم هنا اليوم يعكس الانفتاح والقبول اللذين جعلا من كندا منارة أمل للناس من جميع أنحاء العالم. انا مفعم بالفخر وبالفرح ونحن نحتفل بالذكرى الثمانين لاستقلال بلدنا الحبيب. نجتمع هنا، للمرة الأولى في التاريخ، على تلة البرلمان الشهيرة في أوتاوا، لنرفع بفخر علم لبنان عاليا. هذه المناسبة المبهجة هي في الوقت نفسه شهادة على اندماج الجالية اللبنانية وبادرة اعتراف من قبل السلطات الكندية.
وتوجه إلى اللبنانيين المغتربين بالقول “أنا سعيد جدا لأن أجتمع إليكم اليوم للاحتفال باستقلال لبنان وأن أراكم هنا تجتمعون بكثرة في هذه المناسبة الجميلة.. وأن تأتوا من مونتريال وتورنتو ومن كل مكان في كندا أشعرني بلمسة عميقة، ما عبّر عن المشاركة في وحدتكم والوفاق الوطني”.
وأضاف: “وبما أننا نحتفل أيضًا بـ “شهر التراث اللبناني”، أود أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديري العميق وامتناني للبرلمان الكندي وللنواب المحترمين الذين استجابوا ووافقوا على مشروع القانون S-246 الذي حدد تشرين الثاني شهر التراث اللبناني. وفي هذا الصدد، أود أيضًا أن أشكر النائبة لينا دياب على جهودها الجبارة في إطلاق وتسهيل وتسريع إقرار مشروع القانون هذا”.
وأكد “أن التزام كندا الثابت بالتعددية الثقافية والتنوع والتعددية قد شجع الجالية اللبنانية على الحفاظ على تراثها الغني مع المساهمة الفعالة بشكل كامل في جميع مجالات المجتمع الكندي، وقال: “طوال تاريخها وحتى اليوم، رحبت كندا بعدد لا يحصى به من العائلات اللبنانية التي كانت تبحث عن آفاق جديدة… لم توفر كندا ملاذاً آمناً فحسب، بل قدمت أيضاً فرصة لبداية جديدة، وحياة مليئة بالفرص والحرية والازدهار.
وأضاف: “قصة الهجرة اللبنانية إلى كندا بدأت بعد فترة وجيزة من الكونفدرالية. وصل المهاجرون اللبنانيون الأوائل إلى كندا فعلياً في عام 1880. وتعد الجالية اللبنانية اليوم أكبر مجموعة عرقية عربية في كندا وتتكون من 500000 شخص من أصل لبناني. يستضيف لبنان نفسه خامس أكبر جالية كندية في العالم. ويعيش حاليا حوالي 60 ألف كندي في لبنان.
وقال: “في خضم الأوقات الحرجة والصعبة التي يواجهها الشرق الأوسط حاليا، فإننا نجتمع هنا اليوم بإحساس عميق بالقلق. لقد تسببت الحرب المستمرة في معاناة لا حصر لها، وكان تأثيرها على حياة المدنيين الأبرياء مفجعا. لبنان حالياً في عين العاصفة، ويسعى جاهداً لمنع اتساع نطاق الحرب. إن رغبة لبنان في السلام هي مشاعر يتردد صداها بعمق. وفي مواجهة التوترات والصراعات الإقليمية، فإن التزام لبنان بتجنب طريق الحرب واضح وضوح الشمس: نحن لا نريد الحرب، ولكننا نسعى إلى السلام والاستقرار. لقد تحمل الشعب اللبناني عواقب الحرب لفترة أطول مما ينبغي، ويعكس توقه إلى السلام طموحاً جماعياً لمستقبل مستقر ومزدهر.
وأضاف: “في هذه اللحظات الصعبة، لن ننسى الجيش اللبناني الذي يلتزم دائمًا ويعمل بلا هوادة من أجل إنقاذ أمننا وسيادتنا. إنه لحق أن نمتن له وأن يحظى بتصفيقنا.
وختم معربًا عن عميق امتنانه للحكومة الكندية وشعبها على حسن ضيافتهم وصداقتهم، وقال: “إن قيمنا المشتركة المتمثلة في التنوع والشمول واحترام حقوق الإنسان هي بمثابة الأساس لصداقة قوية ودائمة. شكرًا لكم، وليرفرف علما لبنان وكندا معًا، رمزًا للروابط الدائمة بين بلدينا.
وزراء كنديون تحدثت في الاحتفال وزيرة التنوع والشمول والأشخاص ذوي الإعاقة كمال خيرة التي اعتبرت انه “من الفخر لها ولزملائها ان يشاركوا في احتفال رفع العلم اللبناني في البرلمان “. واشادت بالجهود التي بذلتها النائب لينا دياب لإقرار البرلمان شهر تشرين الثاني شهر التراث اللبناني في كندا. وقالت “دائما اقول ان التنوع هو ثروة كبرى في هذا البلد لكن الاندماج هو خيار وهو ما تسعون جميعا وما تسعى الحكومة الكندية الى تحقيقه”. أما وزير التنمية الدولية احمد حسين فشكر بدوره النائب لينا دياب ” التي كانت صوتا مذهلا للبنانيين الكنديين وهي كانت تحمل صوتهم الى البرلمان “. وتوجه اليها قائلا ” انا فخور بالعمل معك”. واشار الى العلم اللبناني وقال ” انظروا الى الارزة الجميلة في البرلمان الكندي ايها السادة وهذا بفضل جهود السيدة دياب “. واضاف “يمكنني ان اقول لكم من خلال تجربتي اينما ذهبتم في كندا تجدون جالية لبنانية تقوم بتأسيس عمل تجاري يخلق فرص عمل للمواطنين ونحن نحب الكنديين اللبنانيين لقد جعلتم كندا عظيمة وانتم تساهمون في كل مناحي الحياة هنا “. وزير العمل الكندي راندي بواسّونيه قال ” ما هذا اليوم الرائع الذي نرى فيه العلمين اللبناني والكندي يرفرفان في ساحة البرلمان الكندي؟” واضاف “الصداقة بين كندا ولبنان عميقة وعميقة جدا وهي جمعتنا مع بعضنا اليوم ـ كوزراء ونواب ـ من شرق كندا ومن برتِش كولومبيا او ادمنتن وزملائي يعرفون انكم تشكّلون جزءً من نسيج هذا البلد ونحن نقف معكم متضامنين لبناء مجتمعنا وللوقوف قبالة ما نواجهه من تحديات لإحلال السلام في بلدنا وفي العالم”. وتوجه الى النائبة لينا متلج دياب ” التي اتت الى ادمنتن حيث رفعنا العلم اللبناني وللاحتفال بشهر التراث.. شكرا لك لعملك السحري لتحقيق ما قد يكون من الصعب تحقيقه. واليوم نشهد على جهودك وانا باسم الحكومة الكندية وباسم النواب نقف الى جانب اللبنانيين الكنديين ومع المواطنين في بلدكم الام”. وختم بالقول ” ايها الاصدقاء صداقتنا ستستمر قوية والاجيال المتعاقبة من الجالية اللبنانية سوف تجعل من كندا اقوى”. وتحدث السكرتير البرلماني لوزيرة الخارجية الكندي روب اولفنت فقال “منذ اربعين سنة كنت في لبنان وسكنت في بيروت لمدة قصيرة وبقي في قلبي شيء من لبنان”. واضاف” لقد تحدث زملائي عن الجالية اللبنانية ودورها في بناء كندا وجعلها أفضل بلد في العالم وها نحن اليوم نقف هنا معا”. وتوجه الى السفير اللبناني فادي زيادة بالقول “شكرا سعادة السفير لجهودك المتواصلة على مستوى العلاقات الثنائية بين كندا ولبنان وهو عمل مهم وناجح وسنقف دائما الى جانب الشعب اللبناني امام التحديات “.