تستعد باريس لمعاودة تحركها بلبنان، في محاولة جديدة لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم الذي يحاصره، وقررت إيفاد الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت الأربعاء المقبل، في مهمة استطلاعية لاستكشاف مدى استعداد الأطراف المعنية بانتخابه للتخلي عن تبادل الشروط التي تعيق إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بعد أن دخل تعطيله في عامه الثاني لمصلحة التوافق على مرشح يعيد الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، ويضع لبنان على سكة التعافي.
ونقلت مصادر مطلعة ل” الديار” عن مرجع بارز قوله ان هناك اجواء تدل على تحريك الملف الرئاسي مجددا ليس على الصعيد الفرنسي فحسب بل ايضا على صعيد التحرك القطري ايضا، لكن من السابق لاوانه معرفة نتائج هذا التحريك او المدى الذي سيأخذه للوصول الى حسم الاستحقاق الرئاسي.
واضاف المرجع ان الفرصة دائما متاحة لتحقيق تقدم في هذا الملف اذا ما غلبنا لغة الحوار والتلاقي على المناكدات والمصالح السياسية الضيقة.
قالت مصادر نيابية للديار ان الدوحة في صدد تفعيل تحركها حول رئاسة الجمهورية قريبا، مشيرة الى نجاحها في مسار تبادل الاسرى والهدنة في غزة من شانه ان يفتح الباب اكثر امام زيادة وتيرة التحرك القطري باتجاه لبنان لاحراز تقدم جدي نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
وردا على سؤال اوضحت انه من السابق لاوانه الحديث عن ترجيح خيار او اسم على اسم اخر، مشيرة الى ان الوضع ما زال مفتوحا على احتمالات عديدة، ومن الصعب انقشاع المشهد قبل اوائل العام المقبل.ميقاتي في اسطنبولأما في ابرز التحركات الديبلوماسية والسياسية فإستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر أمس في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر دولمه بهجه في إسطنبول. وتناول البحث الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا.وخلال الاجتماع أكد الرئيس اردوغان “ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيدا للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام”.وقال”إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمناً وهادئاً”.بدوره قال الرئيس ميقاتي” إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لاحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان”.وقالت مصادر وزارية ل”الديار” ان ميقاتي كان التقى اردوغان على هامش القمة العربية الاسلامية، واتفقا على اللقاء.واضافت ان الزيارة لتركيا تندرج في اطار التحرك الذي قام ويقوم به رئيس حكومة تصريف الاعمال لمواكبة التطورات الخطيرة في المنطقة جراء العدوان الاسرائيلي على غزة، ولشرح الموقف اللبناني ووقف الاعتداءات الاسرائيلية.