كتب جوني منير في” الجمهورية”:الاعتقاد بأنّ الهدنة ستتحول الى وقف ثابت لإطلاق النار هو اعتقاد واهم. كما أنّ التوهّم بأنّ التسوية السياسية التي ستَلي موجة العنف ستكون على شاكلة سابقاتها، أي انها ستكون وفق بنود معدودة بمفاعيل محدودة، إنما هو استنتاج مبسّط وفيه الكثير من السذاجة. من المبكر الحديث عن وقف لإطلاق النار. فثمة حرائق إضافية لا بد أن تحصل لإنضاج هذه الطبخة الكبيرة والتي من المفترض أن تنتج واقعا ثابتا للعقود المقبلة.
Advertisement
من هنا فإنّ النار لا بد أن تندلع من جديد في غزة. صحيح أنها لن تكون وفق الوتيرة السابقة، لكنها ستكون مؤذية بشكل كاف ما سيسمح برسم المعادلة المطلوبة. والأهم المخاوف من “الشهية” الاسرائيلية « المرتفعة لاحداث تغييرات جوهرية في الضفة الغربية. وما حصل في جنين يشكل مؤشرا مُبكرا للخطر المتوقع.
والى جانب الشهية الاسرائيلية باتجاه الضفة هنالك من يسعى لإنهاء المعادلة الميدانية الحالية القائمة في جنوب لبنان والذهاب لإنتاج واقع آخر. لكن هذه الورشة الاسرائيلية لا بد أن تترافق مع تفاهمات أوسع تشمل كل المنطقة. ولذلك ثمة من يعتقد بوجود ركائز أربع للتفاهمات المطلوبة، وهي اضافة الى اسرائيل: الولايات المتحده الاميركية وإيران والسعودية وقطر. باختصار انّ الهدنة القائمة قد لا تلائم ما هو مطلوب من المرحلة المقبلة، ما يدفع للاعتقاد بأن لهيب النار سيُعاود ارتفاعه من جديد ليطال هذه المرة مناطق جديدة وربما بأشكال جديدة.