موضوع التمديد لقائد الجيش تسبب البارحة، وطبقا لما كان “لبنان 24” اول من كشفه بعد ظهر امس، تسبب بصدام حاد بين الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. الخلاف الحاد بين لودريان وباسيل اثار سجالا ساخنا تسبب باقتصار لقائهما على دقائق قليلة فقط ليرخي ذيولا على تداعيات هذا السجال لاحقا.
وكتبت” الاخبار” ان «زبدة» الزيارة تكشّفت في اللقاء بين لودريان ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، والذي استمر أقل من 10 دقائق خرج بعده الزائر الفرنسي غاضباً من الجلسة التي وُصفت بـ«الحامية». وفي المعلومات أن الموفد الفرنسي كان سريعاً في الانتقال من بحث الملف الرئاسي، الذي يُفترض أنه أساس مهمته، إلى موضوع التمديد للعماد عون. فعاجل باسيل بسؤاله عن موقفه من التمديد، وبأنه الوحيد الذي يعارض الأمر، مع «كلام غير مقبول ديبلوماسياً» فُهم منه بأنه إشارة الى تداعيات غير جيدة لهذا الموقف. وشدّد لودريان على أن الفراغ في قيادة الجيش «يمسّ بأمن لبنان وبأمن فرنسا وأوروبا»! وعلمت «الأخبار» أن باسيل استغرب تدخل فرنسا في تعيين قائد للجيش في لبنان، وسأل الضيف الفرنسي عن «المنطق الذي تدعوننا وفْقَه الى مخالفة القانون والدستور، في وقت تقولون فيه إنكم تريدون منّا إجراء إصلاحات وإقامة دولة قانون»، مشيراً إلى أن موقف التيار من التمديد لعون لا علاقة له بشخص قائد الجيش، «وهذا كان موقفنا من التمديد للنواب عام 2009 ومن التمديد للمدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم». وأضاف باسيل: «ربما كان لنا كلام آخر لو لم تكن هناك مخارج قانونية. ولكن في ظل وجود هذه المخارج، فإنّ أحداً لن يجبرنا على تغيير موقفنا حتى لو بقينا وحدنا. وإذا كنا فعلاً وحدنا، فاذهبوا ومدّدوا له ولا تنتظرونا».
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن لودريان كان ناقلاً لموقف دول اللقاء الخماسي، وليس ممثّلاً لموقف بلاده، وخصوصاً أن باريس باتت أقلّ تأثيراً بعد فشلها في التعامل مع الملف اللبناني منذ عام 2020، وخصوصاً بعد انحيازها الى جانب العدو في العدوان على غزة، فضلاً عن أن «انفراط عقد خليّة الإليزيه التي كانت مكلفة متابعة الملف اللبناني بعد تعيين باتريك دوريل سفيراً لبلاده في العراق، ما يعني خروجه من الخلية، وكفّ يد برنار إيمييه عن الملف بعد خلافات كبيرة بين أعضاء الخلية». وكتبت” النهار”: ان باسيل الذي خاض في حوار ساخن مع لودريان بعدما تحدث الأخير مباشرة عن ضرورة التمديد لقائد الجيش فحاول باسيل احراجه بسؤال كرره اكثر من مرة : “كيف تقولون لنا وتدعوننا كل يوم الى احترام الدستور والقوانين وعدم القفز فوقها. وتطلبون منا خرقها اليوم عبر التمديد لقائد الجيش”.
ورد لودريان بان “بلدكم يواجه اليوم حالة طارئة لتسيير عمل الجيش. ومن الافضل لكم عدم دخولكم في اي ازمة جديدة”. وبلغ الامر بباسيل القول له “ان ما يظهر ان الوكيل بالانابة يثبت انه افضل من الأصيل ولماذا تتمسكون بجوزف عون الذي تقترب نهاية ولايته ويحال على التقاعد. يوجد عشرات الضباط من اصحاب الكفاءات والتجارب وفي امكان واحد منهم تسلم قيادة الجيش وادارة المؤسسة.” وكتبت” البناء”؛ لن يدم لقاء لودريان باسيل الا 7 دقائق، وقد غادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش جوزاف عون. ووفقا للمعلومات، فوجىء باسيل بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد الجيش، فكان جوابه أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين وشأن لبناني داخلي، وأنّ «التّيار» لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها». وقد انتهى اللقاء المتوتر خلال وقت قصير على بدئه بعدما باتت الاجواء متشنجة.وكتبت” اللواء”: تكشف مصادر التيار الوطني عن السبب الذي ادى إلى تقصير لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لبضع دقائق فقط خلافا لما كان متوقعا، وتشير إلى انه منذ بدء اللقاء فاجأ لودريان باسيل باصرار فرنسا على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، نظرا لاهمية وجوده في سدة القيادة في هذه الظروف الصعبة وللحفاظ على الأمن والاستقرار، حسبما قال. واستنادا للمصادر نفسها فإن باسيل بدا مستاء من هذا الطلب، وبادر ضيفه بالقول: انت هنا في مهمة للمساعدة بانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان مسألة التمديد لقائد الجيش التي نرفضها ونعارضها، هي شأن داخلي يتم بحثه في ما بيننا، ولا شأن للخارج فيها، وهي خارج نطاق مهمتكم .وتقول المصادر ان جو اللقاء تكهرب منذ الدقائق الاولى، ونهض لودريان مستاء وغادر ميرنا الشالوحي، وسجل بأن هذا اللقاء هو الاقصر في سلسلة اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي مع المسؤولين والقيادات اللبنانية خلال زيارته هذه.وكتبت”نداءالوطن”: أفصح اللقاء المتوتر أمس بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، عن جزء من حقيقة المهمة التي أتى من أجلها لودريان الى لبنان، فهو بإعلانه منذ اليوم الأول من الزيارة أنّه أتى ممثلاً اللجنة الخماسية الدولية والعربية، طرح بلا مواربة عنوانين رئيسيّين لمهمته: تطبيق القرار 1701، وتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. شملت محادثات لودريان في اليوم الثاني «حزب الله» ممثلاً برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. واكتفى «الحزب» ببيان مقتضب عن اللقاء. أما باسيل، فبدا كمن فوجئ بطرح لودريان موضوع التمديد للعماد عون، لذلك حرّك على الفور موقفه الرافض لقائد الجيش، ما أدى الى تقصير مدة اللقاء.