ما الذي كان منتظراً أن يحمله الموفد الفرنسي جان ايف لودريان كي يقال إنّه لم يحمل جديداً. أنهى زيارته الماضية عقب لقائه السفير السعودي وليد البخاري عندما قال للنواب السنة يجب البحث في اسم ثالث، وعاد ليبحث مجدداً في الاسم الثالث كخيار يؤمّن الخروج من الجمود الرئاسي، ويضيف تبنّيه التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ستة أشهر اضافية باعتبار أنّ استمرار وجوده في هذا الظرف هو مدعاة اطمئنان أميركي- فرنسي- سعودي مشترك.
لودريان المدرك أنّ مجيئَه ممثلاً بلاده فقط سيعقّد مهمته، لذلك أضاف اليها معطى جديداً كي يمنح زيارته زخماً، وقال إنّ مباحثاته ستكون موضع تشاور مع ممثلي الدول الخمس، وإنّه سيطرح عليهم تصوره لما سمع.وكما في الزيارة الأولى كذلك أمس، لمس عدم وجود تقدمٍ في الموضوع الرئاسي، بل إنّ الأوضاع زادت تعقيداً لتصلّب “حزب الله” في موقفه، وأنّه لا اتفاق مسيحياً على أي مرشح، وقد تجنّب رئيس مجلس النواب نبيه بري منحه وعداً بالدعوة إلى جلسة انتخاب بلا توافق، ولكنه أبدى استعداده للدعوة إلى عقد جلسة تشريعية قد تؤمّن التمديد لقائد الجيش جوزاف عون. مصادر موثوق فيها بدأت تتحدث عن تباين في الموقف حيال التمديد الذي يتحمّس له رئيس المجلس على خلاف “حزب الله” الذي لم يحسم موقفه بعد.لكن مصادره القريبة لا تنفي، رغم الخلاف، أنّ التمديد هو الخيار المتقدم على غيره من الخيارات لاعتبارين: أولاً، لعدم امكانية التوافق على اسم البديل، وثانياً، لأنّ التمديد سيكون بمثابة جائزة ترضية للقائد بدل الرئاسة من ناحية “حزب الله”، وكان واضحاً في ما أبلغه للموفد الفرنسي أنّه إذا نجح التعيين فليكن، وإذا كان التمديد فبالتوافق والرضى، لكن أياً من الخيارين لم يحسم بعد.الفرق بين زيارتيْ لودريان السابقة والأخيرة أنهما لم تحملا جديداً، ولم تحققا خرقاً لا في الرئاسة ولا في التمديد، وحتى في موضوع تطبيق القرار 1701، فواقعه مرهون بمصير الحرب على غزة، وقد تجدّدت المواجهات بين اسرائيل و”حزب الله” قبل أن يغادر لودريان بيروت عائداً إلى بلاده. تطور الوضع في غزة والجنوب ربطاً يجعل مباحثات الضيف الفرنسي في مسار، والتطورات وما يُبنى عليها في مسار آخر ومختلف.بين زيارتيه الأولى والأخيرة، لا تغيير يُبنى عليه سوى أنّ الموفد الفرنسي كان سبق وغادر عقب زيارته الأولى على أمل الاتفاق الداخلي على رئيس، وعاد ولم يجد أملاً في الاتفاق، وما قاله في ميرنا الشالوحي يسري على انطباعه على كل محطات لقاءاته، وقد اختصره بالقول بصوت عالٍ وهو يهم بالمغادرة je suis en colère.