تسير المفاوضات بين القوى السياسية اللبنانية بوتيرة بطيئة نسبياً بالموازاة مع التطورات والحراك الديبلوماسي الذي يطال الاستحقاقات اللبنانية الدستورية المطروحة على الطاولة، سواء ملفّ رئاسة الجمهورية أو ملف قيادة الجيش والتمديد لقائد الجيش جوزاف عون.
لكن مسار التفاوض تحكمه بشكل أو بآخر رغبة القوى السياسية المحلية بمعرفة نتائج المعركة الحاصلة في قطاع غزّة، إذ إن كل الأطراف تعتبر أن ظروفها السياسية والتفاوضية ستكون أفضل في حال انتصار فريقها السياسي أو أقلّه خسارة الفريق المتحالف مع خصومها في لبنان.وبالرغم من هذا التصور والعملية السياسية المعقّدة والتي تفرض إيقاعاً مُعيّناً من التفاوض الا أن الحديث بين القوى السياسية لا يزال مفتوحاً وتحديداً حول ملفّ قيادة الجيش، إذ إن التمديد للقائد الحالي يُشكّل جسّ نبض لتوازنات القوى في الاستحقاقات الاخرى وتحديداً استحقاق رئاسة الجمهورية.اليوم، يصطفّ “حزب الله” الى جانب “التيار الوطني الحر” في رفض التمديد لقائد الجيش جوزاف عون، وهذا بحدّ ذاته يبدّل في توازنات القوى السياسية في الداخل اللبناني ويجعل من حلف “حزب الله” أقوى على اعتبار أنه يُظهر عودة التنسيق والتكامل بين قوى الثامن من آذار وعلى رأسها “الحزب” وبين “التيار الوطني الحر” الذي ابتعد كثيراً في المرحلة الفائتة عن حلفائه وبات يتمايز في العديد من مواقفه وخصوصاً في ملفّ رئاسة الجمهورية.هذا الأمر سيكون له تأثيرات كبيرة على المشهد السياسي سيّما إذا وصلت التسوية السياسية بعد حرب غزّة في فلسطين المحتلّة ولبنان الى مرحلة يتقدّم فيها حلفاء “حزب الله” سواء حركة حماس وغيرها في حال انتصارهم في المعركة.وهذا التكامل بين التحالف الكبير الذي يستعيد به “حزب الله” الاكثرية النيابية وبين تحسّن وضعه الاقليمي، سيؤدي الى تبدّل كبير في موازين القوى والى تقدّم “الحزب” سياسياً في الداخل اللبناني.