كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: في تقدير البعض أنّ المسار اللبناني المُجمّد منذ انفجار الحرب في غزة، سيتحرك سريعاً بعد انتهائها، لأن الوسيط الأميركي
عاموس هوكشتاين كان قد مهّد لذلك بوساطة ترمي إلى ترسيم الحدود البرية. ولكن، للتذكير، إنّ حسم نقاط الحدود بين لبنان وإسرائيل عند مزارع شبعا يستلزم أولاً حسمها بين لبنان وسوريا. فحتى اليوم، دمشق لا تُجاري لبنان بإعلانه أن
Advertisement
المزارع جزء من أرضه، على رغم أن حزب الله يعتبر هذا الأمر هو المبرّر الواقعي للاحتفاظ بسلاحه. وفتح النقاش حول الحدود مع سوريا سيفتح ملفاً شائكاً حول شريط يبدأ بالمزارع ويصل إلى الهرمل وعكار شمالاً، ثم يدخل في البحر، حيث يحتاج لبنان إلى مفاوضات كتلك التي جرت مع الإسرائيليين في الناقورة، ليتمكن من استثمار موارده من الغاز شمالاً.
إذاً، حرب الاستنزاف في غزة )والتوتر المحتمل الضفة أيضاً(، وفي لبنان، ستقود الجميع إلى مفاوضات شائكة ومتداخلة لا أحد يضمن أنه سيخرج منها منتصراً أو رابحاً. ولذلك، الكل يدرس اليوم حسابات التفاوض بعد الحرب. ويقاتل الإسرائيليون بشراسة على الأرض في غزة، وقد يفعلون ذلك جنونياً في لبنان أيضاً، كي يحظوا بالموقع الذي يسمح لهم بإملاء الشروط على الطاولة.