لبنان على الخارطة الديبلوماسية

12 ديسمبر 2023
لبنان على الخارطة الديبلوماسية


منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، بدأ الحراك الديبلوماسي العربي والدولي نحو لبنان لافتا وكبيرا، وباتت الرسائل تصل الى الحكومة اللبنانية من اكثر من اتجاه والى أكثر من طرف. كما عمدت الدول الى ارسال وسطاء من وزراء خارجية او كلار الموظفين في اطار محاولة ضبط الإنفجار الحاصل والحد من تمدده، كما شملت الاتصالات الاقليمية والدولية الازمة اللبنانية الداخلية.

منذ اسابيع، يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مضاعفة نشاطه الديبلوماسي عبر طرح أفكار مرتبطة بغزة ووقف اطلاق النار فيها، ولعل اقتراحه الاخير قبل الهدنة الاخيرة، كان الاكثر رواجا في الاوساط الاعلامية الغربية بوصفه حلاً مناسبا ومقبولا. بعد فتح “حزب الله” لجبهة الجنوب دعماً لغزة، تولت الحكومة ورئيسها تلقي الاتصالات والرسائل التي تدعو لبنان الى عدم الانخراط في المعركة، وقد استفاد ميقاتي من علاقته الجيدة بـ”حزب الله” حيث سعى الى التواصل معه وإبلاغه بالرسائل الغربية التي وصلته والتي كانت تستهدف الحزب، وهذا الدور المحوري لرئيس الحكومة ساهم في عدم تدحرج المعركة الى حرب مفتوحة بين الحزب واسرائيل. كما ان الغطاء السياسي الذي أمنته الحكومة ضد الاعتداءات الاسرائيلية كان بالغ الوضوح، وهذا ما لم تفعله اي حكومة في السنوات الطويلة الماضية، الامر الذي ضاعف قدرة الحكومة على فرض مصالح لبنان في المحافل الدولية، ولعل رفع الصوت في الامم المتحدة ضد ما تقوم به اسرائيل والسعي الى اظهار التضامن الرسمي والسياسي الداخلي يحرج حلفاء اسرائيل الدوليين ما يساهم في الضغط عليها. وبحسب مصادر مطلعة فإن ما قامت به الحكومة في اليوم الامل، واهميته التي صبت لصالح لبنان، دفعت خصوم ميقاتي الى الاعتراف بحكومته بعد اشهر من الصراع حول صلاحياتها ودستورية عملها ونشاطها، وهذا بدوره اعطى دفعا اضافيا للعمل الذي لم يشمل فقط الكباش الديبلوماسي، بل الاهتمام بالامور الداخلية وقضايا المهجرين وقد وضعت الحكومة متكافلة خطة طوارئ استثنائية بشأنها.تعمل القوى السياسية اليوم، بالرغم من كل خلافاتها على دعم النشاط الذي يقوم به رئيس الحكومة في الخارج او من موقعه الرسمي، هذا الدعم، وان لم يشمل التفاصيل الداخلية والخلافية، الا انه يشكل اعترافا عميقا بضرورة تفعيل العمل الحكومي الذي من دونه سيكون الشلل الكامل هو المسيطر على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وهذا ما لم يحصل في هذا الظرف بسبب اصرار الحكومة الحالية على تجاوز كل الصغائر الداخلية.