هل انتفت حاجة حزب الله إلى الورقة الفلسطينيّة فأزاحها من الضوء؟

17 ديسمبر 2023
هل انتفت حاجة حزب الله إلى الورقة الفلسطينيّة فأزاحها من الضوء؟

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”:
 
 
هل صحيح أن المعنيين الأساسيين بملف الوجود الفلسطيني المسلح في الجنوب استقر بهم الرأي أخيراً على سحبه من التداول بعدما أدّى غرضه وبلغ هدفه؟

هذا السؤال بدأ يفرض نفسه بإلحاح في الأيام التي تلت الحملة العنيفة التي أثارتها الدعوة المعلنة التي وجهتها حركة “حماس” الى عموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومن يرغب من غيرهم للانخراط في إطار تعبوي أطلقت عليه اسم “طلائع طوفان الأقصى” يكون متصلاً بها وضمن تشكيلاتها، إضافة الى أن البيان عينه “أيقظ المواجع” عند كثر وأعاد الجدل والسجال حول كل تجربة الوجود الفلسطيني في لبنان تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
 
ويرى القيادي الفلسطيني في لبنان صلاح صلاح في تصريح لـ”النهار” أن ثمة افتعالاً لا مبرّر له من خلال تأويل مغلوط وافتراضي لمضمون بيان حماس “الذي أراه زلة لسان والأكيد أنه لا ينطوي على رغبة في إعادة عجلة الزمن الى الوراء كما يروّجون ويزعمون، بل هو عمل تعبوي فرضته طبيعة مرحلة ما بعد عملية “طوفان الأقصى” بهدف إعادة التواصل والارتباط باللاجئين في مخيمات لبنان الذين يبحثون عما يربطهم بعجلة النضال الوطني لاسترداد الحقوق المشروعة”. وأضاف صلاح: “الجميع يعلم أننا كفلسطينيين لا نرغب إطلاقاً في العودة الى ما قبل عام 1982 لأنه أمر مستحيل لأن الظروف والوقائع التي برزت بعد نكسة عام 1967 وفرضت الوجود الفلسطيني في الجنوب لم تعد متوفرة ولم يعد ممكناً إنتاجها من جديد”.
 
ومع ذلك، يستطرد صلاح “يعلم الجميع أنه لايمكن لأحد أن يمنع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الانخراط في أنشطة وفاعليات تدعم نضالات أبناء شعبهم في الداخل سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في أراضي الـ48 أو تحول دون تعبيرهم عن الالتصاق بقضيتهم خصوصاً أنهم يجدون أن العالم كله يظهر تعاطفه مع القضية ويؤكد أحقيتها”.
 
واللافت في المشهد أن الأيام القليلة الماضية شهدت غياباً لافتاً لأي مشاركة فلسطينية في المواجهات الدائرة على الحدود خلافاً لما جرى في الأيام والأسابيع الأولى لانطلاق تلك المواجهات حيث سُجّل وقوع أكثر من 22 عملية تبنتها كل من حماس والجهاد. ولا شك في أن هذا الغياب أغرى البعض بالسؤال عما إن كان الغرض الأساس من المشاركة الفلسطينية في مواجهات الحدود الأولى قد استُنفد أو أن الحملة المضادة لبيان “حماس” قد نبهت المعنيين الى ضرورة سحب هذا العنصر الخلافي من دائرة الفعل الميداني والضوء الإعلامي؟
 
ثمة من هم على صلة بدوائر القرار في “حزب الله” يستبعدون فرضية أن يكون الحزب استغنى عن الحاجة الى حضور العامل الفلسطيني الى جانبه في الخندق الحدودي أو يكون أخذ قراراً بوضعه على الرف بناءً على الاعتبارات التالية:
 
– إنّ الإسرائيلي ماضٍ قدماً في مواجهات غزة وأنه ليس في وارد الالتزام بأي هدنة قبل “سحق” حماس..
 
– لم يعد خافياً أن الحزب الذي ربط أداءه الميداني في الجنوب بمسار الميدان الغزاوي لا يمكنه أن ينسحب ويتراجع عن دور ناطه بنفسه صراحة وهو أن يكون جبهة مساندة لغزة ومقاتليها.
 
– مطلوب من الحزب أن يثبت أنه ليس حرس حدود لإسرائيل وأنه لا يمكنه أن يمنع جهة ما من منازلة إسرائيل.
 
– الحزب يعرف ما ينتظره من ضغوط خارجية إذا ما توقفت المواجهات لكي يخلي الساحة الجنوبية.
 
– كل ذلك يوحي أنه ما زال بحاجة الى “أوراق” لا يمكنه التفريط بها في طليعتها الورقة الفلسطينية.