كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: في بعض الأوساط السياسية في لبنان، هناك من يعتقد بأن الانتقادات التي يوجهّها حزب الله إلى فرنسا حالياً هي في العمق محاولة لرفع ثمن التسوية التي يمكن أن تُسفر عنها الوساطة الفرنسية، وهي تسوية حتمية في رأي هؤلاء، لأنّ الحرب العاصفة المندلعة اليوم في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بتسويات سياسية متعددة تَصِل مفاعيلها إلى لبنان أيضاً. والجميع يتحسّب لحجز المواقع والمكاسب في هذه التسويات.
وخلاصة ما يريده » حزب الله « في لبنان هي الحفاظ على موقعه المتميّز وتكريسه باعتراف القوى الإقليمية والدولية. ويعتبر الحزب أنه تعرّض في السنوات الأربع الأخيرة لمحاولات متكررة تَهدف إلى إضعافه. وقد بدأت بانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 ، ثم في “النكسة” التي شهدها في الانتخابات النيابية قبل عام، ومحطات سياسية كثيرة.
لكن ما حصل واقعياً هو أن » الحزب « تجاوز كل التحديات وهو اليوم في الموقع الأقوى على رأس سلطة القرار الفعلية.فهو الذي فاوضَ وقرّر عملياً في ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو اليوم صاحب القرار الأول في اختيار من يريد لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وسائر المؤسسات والأجهزة والمرافق الإدارية والأمنية والمالية والقضائية. ولا يمكن أن يقبل » الحزب « بأي طرح ما لم يعترف له بهذه الوضعية الممتازة.