كتبت جويل بو يونس في” الديار”: معركة عدم التمديد لعون لم يخضها فقط رئيس التيار بل دخل على خطها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عبر رسالة توجه بها منذ حوالى الـ 10 ايام التي سبقت جلسة التمديد لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، متمنيا عليه ان يقوم بكل ما يلزم لتجنّب التمديد لقائد الجيش.
Advertisement
هذه الرسالة التي بقيت طي الكتمان، تم الرد عليها عبر شرح مسهب لموقف حزب الله الذي لم يمانع من الاصل لا التمديد ولا التعيين في حال حصول توافق حوله وان همّ حزب الله تفادي الفراغ بالمؤسسة العسكرية، لكن محاولات تعيين قائد جديد في الحكومة عبر المفاوضات التي كانت قائمة بين حزب الله والتيار وغيرهما لم تفض الى نتائج ايجابية، وان حزب الله لن يصوت مع التمديد لكن احدا لن يسانده باعتبار ان الجميع يريد التمديد للعماد عون.
وعليه، نزل حزب الله عند رغبة الحليف السابق ميشال عون، ولا سيما ان العلاقة بين السيّد والجنرال ابعد مما يتخيله البعض، اذ ان كلّ منهما له مكانة خاصة لدى الاخر، فراعى الحزب التيار بعدم التصويت للتمديد والانسحاب من الجلسة عند بند التمديد للعماد عون، وحافظ في الوقت نفسه على مبادئه الرافضة للفراغ بالمؤسسة العسكرية بعدما تعذرت كل الحلول الاخرى غير التمديد.
مصادر مطلعة على جو حزب الله تجدد عبر الديار التأكيد ان الحزب لم يكن باستطاعته ان يمنع وحيدا التمديد لعون في مجلس النواب، علما ان لا مصلحة اصلا للحزب بالسير ضد التمديد لكن توقيف التمديد المطلوب من الخارج كان امرا شبه مستحيل.
ولكن لو اراد فعلا حزب الله الوقوف الى جانب التيار وخوض معركة عدم التمديد للعماد عون لكان تمكن من فرض قوته على من “يمون” عليهم من نواب او اقله الا يؤمن نصاب الجلسة، نسال المصادر المطلعة على جو الحزب فترد سريعا بالقول:” هل استطاع حزب الله ان “يمون” على حليفه جبران باسيل كي ينتخب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وكنا ساعتئذ تفادينا كل ما يحصل حاليا ؟ وتكمل المصادر لتسأل: هل استطاع حزب الله ان “يمون” على رئيس مجلس النواب والرئيس نجيب ميقاتي لكي يتم التمديد للواء عباس ابراهيم؟ هل استطاع حزب الله ان “يمون” على باسيل والقاضي عبود لتغيير قاض بملف انفجار مرفأ بيروت ؟ وغيرها من الامثلة الكثيرة، تختم المصادر لتؤكد انه لا يمكن تحميل حزب الله ما لا يمكن ان يقوم به كما ان حزب الله لا يملك “فائض القوة” في الداخل لفرض ما يريده على كل الفرقاء.
بالمحصلة، واضح ان الرئاسة تدور حول اسمين لا ثالث لهما: اما جوزيف عون الذي ارتفعت حظوظه بعد التمديد والمطلوب من الخارج واما سليمان فرنجية المرتفعة حظوظه اصلا ما دام الثنائي متمسكا بوصوله الى بعبدا وما دامت الغلبة في الحرب الدائرة في غزة والجبهة المفتوحة جنوبا لا تزال للمقاومة. فلمن ستكون غلبة الرئاسة؟
لعل الاجابة عن هذا السؤال قد تحتّم الانتظار من هنا حتى بلورة صورة المنطقة وهبوب رياح التسويات الكبرى، لكن الواضح ان لا رئيس قريبا للبنان!