حظوظ قائد الجيش إرتفعت بعد التمديد؟

21 ديسمبر 2023
حظوظ قائد الجيش إرتفعت بعد التمديد؟


تلقى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ضربة قوية بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، اذ ان باسيل يرى في عون خطرا حقيقيا عليه على الساحة المسيحية، خصوصا وأن الوجدان المسيحي والعوني تحديدا مرتبط بشكل كبير بالجيش. ولعل تجربة عون في قيادة الجيش اعطته هالة مؤسساتية ترضي المسيحيين بغالبيتهم بالدرجة الاولى.

لكن باسيل الساعي الى توجيه اتهامات دائمة لقائد الجيش، لا يفكر فقط بحضور عون الشعبي والاعلامي، انما يفكر بخطر”الزعامة” الذي يشكله عون في حال وصوله الى قصر بعبدا، خصوصا وأن الرجل قد يكون قادرا على تحقيق ما فشل به عهد الرئيس ميشال عون على الصعيدين الدستوري والاقتصادي ولجهة مكافحة الفساد ايضاً. هكذا تكافلت كل الاسباب التي تدفع باسيل الى معارضة وصول عون الى بعبدا.بعد التمديد لقائد الجيش، كان هناك اعتقاد بأن حظوظ الرجل الرئاسية ستبقى على حالها في المرحلة المقبلة، على اعتبار ان ما يعرقل وصوله الى القصر الجمهوري هو معارضة “حزب الله”.وبما أن هذه المعارضة لا تزال على حالها، فهذا يعني ان الطريق الى الرئاسة سيبقى صعباً، لكن على ما يبدو انه وبالرغم من دقة هذا التحليل، الا ان عوامل اخرى ساهمت بزيادة حظوظ عون في الاسابيع الاخيرة.وبحسب مصادر مطلعة فإن هناك اجواء ديبلوماسية واضحة توحي بأن ” اللجنة الخماسية” ،بالرغم من كل خلافاتها الداخلية حول الملف اللبناني وبالرغم من التنافس على الحضور وتصدر المشهد، الا ان التوافق على دعم قائد الجيش بات امرا نهائيا ولم يعد يقتصر على القطريين فقط، فالمملكة العربية السعودية تظهر وداً كبيراً لعون ويبدو انها ستكون راضية بشكل كبير عن وصوله الى الرئاسة وهذا ما يمنح الرجل دعما هائلاً.وتشير المصادر إلى أن الدعم الدولي الكبير لعون، سيترافق مع دعم داخلي حقيقي، ظهر في جلسة التمديد وما قبلها، وسيتبلور رئاسياً خلال بداية العام، علما ان العائق الذي قد يمنع عون من الفوز بالسباق الرئاسي، اي اعتراض “حزب الله” قد يزول في حال حصول تسوية اقليمية بعد حرب غزة، او قد يتلاشى بشكل كامل اذا استمر التقارب السعودي الايراني الذي سيصبح حتما في مصلحة تسوية وحل وسط في لبنان…لا يؤثر رئيس “التيار” جبران باسيل على نتيجة المعركة الرئاسية، اذ انه في حال قبول “حزب الله” بوصول عون، او غض النظر عن ذلك، فإن تكتل “لبنان القوي” وفي حال حافظ على وحدته وتماسكه ولم ينقسم، لن يستطيع تعطيل الجلسة او وضع فيتو حقيقي على هذا الاسم او ذاك، من هنا، يصبح خوف باسيل واعتراضه على بقاء عون في قيادة الجيش في محله من وجهة نظره السياسية، وقد يؤدي فعلاً نتائج سيئة على الحالة العونية..