تسوية شاملة بعد الحرب.. السقوف السياسية قد تتقارب؟

22 ديسمبر 2023
تسوية شاملة بعد الحرب.. السقوف السياسية قد تتقارب؟


لا يوجد، حتى اللحظة أي أفق سياسي حقيقي لانهاء الحرب في غزة بالاسلوب القديم، اي ان الحرب لن تنتهي بهدنة مفتوحة من دون اي تسويات جذرية، على اعتبار ان القوى المتقاتلة باتت بعيدة عن بعضها البعض من حيث الخطوط الحمراء التي قد تقبل بالتراجع عنها للوصول الى حل مشترك يحفظ الحد الادنى من ماء الوجه السياسي. فاسرائيل لا تجد اي امكانية للتراجع والقبول ببقاء حماس في غزة، وحماس لن تقبل بوقف النار بعد كل هذه الخسائر من دون فك الحصار واطلاق الاسرى.

هذه الشروط الموضوعة على الطاولة لا يمكن لاي طرف ان يسلم بها لصالح الطرف الثاني، وعليه فإن الخيارات الحالية تنحصر بين استمرار المعركة حتى تحقيق اي فريق انتصارا عسكريا صريحات وشاملا، او الذهاب الى تسوية كبرى وجذرية تنهي،اقله حتى عقد من الزمن الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذا الامر ما يتم العمل عليه وطرحه في الاروقة الديبلوماسية الناشطة حاليا.تقول مصادر مطلعة إن الواقع الاقليمي جيد للغاية، اي أن الرياض وطهران، بالرغم من كل الحساسيات بينهما، الا انهما تجاوزتا اختبار الحرب في المنطقة وحافظتا على مستوى الود السياسي الذي وصلتا  اليه في الاشهر الاخيرة، وهذا أكثر من كاف للبناء عليه والذهاب بعيدا بالتسويات الاقليمية التي قد يبدأ النقاش حولها خلال الاسابيع القليلة المقبلة بمعزل عن التطورات العسكرية في قطاع غزة.وتشير المصادر إلى أن هذه الأجواء الاقليمية الايجابية ستنعكس بشكل كبير على التطورات في غزة، لناحية دعم القوى الفلسطينية سياسية ومنع سقوطها، وهذا ما يرضي طهران وقد لا يُطلب اكثر منه من الرياض، كما انه يفتح باب النقاش حول التسويات الكبرى المطروحة على الفلسطينيين، ومن بينها فكرة حل الدولتين التي قد  تتضمن الاعتراف بإسرائيل.هكذا يصبح النقاش بإمكانية قبول حماس أولا بحل الدولتين وثانيا في حال قبلت بالدولتين هل ستوافق على الاعتراف بإسرائيل؟ وهل تستطيع حكومة نتنياهو الموافقة على مثل هذا الحل في ظل شعورها أنها قادرة على الاستمرار بالحرب واستئصال حماس من قطاع غزة بالقوة العسكرية من دون ان يتمكن احد من منعها خصوصا ان القوات البحرية الاميركية وحاملات الطائرات تتواجد في البحر المتوسط..برأي بعض المطلعين ان الحرب لا تزال في بداياتها، وحتى لو تبدلت أشكالها وحجم العنف المستخدم فيها، الا ان المعركة الحالية ستطول ولن تنتهي من دون تغيير حقيقي في الشكل السياسي للشرق الاوسط، لذلك يبدو المشهد الداخلي في لبنان وملفات المنطقة في حالة من المراوحة غير القابلة للتعديل، لانها باتت ملفات ملحقة بالملف الاساسي وهو القضية الفلسطينية والتسوية الممكنة فيه..