حزب الله لن يتساهل مع حلفائه بعد اليوم

24 ديسمبر 2023
حزب الله لن يتساهل مع حلفائه بعد اليوم


إن كُنتَ من متابعي الأداء السياسي الداخلي لـ”حزب الله” فلن تحتاجَ للكثيرِ من الجهد كي تُلاحظَ أنّ شيئاً ما قد تغيّر، فعلى ما يبدو أن “الحزب” قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده، إذ بات يتّجه أكثر من أي وقت مضى إلى سياسة “الحسم” بعد أن كان في السابق يحرص على إمساك العصا من الوسط، تارةً من باب الحرص على حلفائه وأصدقائه واخرى حفاظاً على التّوازنات الداخلية المعروفة.

بات واضحاً أن بعض حلفاء “حزب الله” يزايدون اليوم على أدائه العسكري في جنوب لبنان، حيث انتقل الانتقاد من كونه يطال القضايا السياسية الداخلية ليصبح أمراً يلامس القضايا الاستراتيجية التي تهُمّ “الحزب”. في السابق كان “حزب الله” يركّز على إعطاء حلفائه هوامش كبيرة في القضايا الداخلية، فمنهم من ينتقده ومنهم من يتمايز عنه ويذهب بعيداً في الاختلاف حول بعض المسائل، حتى أن كثراً من هؤلاء سجّلوا مواقف معارضة لـ”الحزب” في العديد من الاستحقاقات الداخلية، الأمر الذي لم يكن يزعج “حزب الله” على الاطلاق ولا يدفعه الى ممارسة أي ضغوط بهدف تغيير مواقفهم. لكن اللافت أنه ومنذ بداية معركة “طوفان الأقصى” في قطاع غزّة وانخراط “حزب الله” كجبهة مساندة على الحدود الجنوبية زادت عملية الانتقاد الاعلامية العلنية من قبل بعض الاحزاب الحليفة بسبب الاعتراض على تدخّله في الحرب. حتى أنه في بعض الاحيان تعالت الاصوات من قِبل أحزاب حليفة للهجوم على “الحزب وعلى سلاحه ودوره الاستراتيجي.جبهة الجنوب أو ما يُعرف بـ”جبهة إسناد غزّة وتخفيف الضغط عنها” هي اليوم أولويّة قصوى بالنسبةِ لحزب الله، ولأنّ لا صوتَ يعلو فوق صوت المعركة، بحسب منطق “الحزب”، ولأنّ الوقت ليس للمُناكفات والمُماحكات اللبنانية التقليدية، ولأنّ الوضع الأمني يطغى على أي أمرٍ آخر ، يحرص حزب الله على إيصال رسائله بالجملة للقريب والبعيد ولكل من يعنيه الأمر بأنّ الوقت ليس “للغنج” “ومن يُريد التّنمير علينا في هذه المرحلة فلن نتوانى عن الرّد عليه”. ومن هذا المُنطلق أتى رد مسؤول الموارد والحدود في “حزب الله” نواف الموسوي على رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، ومن على “قناة المنار”، مع كل ما يحمله ذلك من دلالات قائلاً له “إذا تعب وصحته على قدّه يروح يرتاح” وذلك رداً على تصريحات سابقة لوهاب قال فيها بأنّنا تعبنا فالعمليات العسكرية في الجنوب لا تُحقق أهدافها”.بالنسبة للحزب حُسم التمديد لقائد الجيش “جوزيف عون” حتى ولو أُخرج المشهد بالسيناريو الذي حصل نيابياً والذي قضى بانسحاب نواب حزب الله وقوفاً عند خاطر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، فالقرار ما كان ليمُرّ لولا موافقة “الحزب” بشكلٍ واضحٍ عليه وهو ليس مجرد “قبة باط” كما قيل، فتصويت وزراء “الحزب”  في الحكومة لصالح مشروع التمديد أوضحَ بأنّ الوقوف على الخواطر في المجلس النيابي لن ينتقل لمجلس الوزراء الذي يحتاج الأمر فيه أيضاً إلى “الحسم” وهذا كله ليس محبةً بشخص القائد بالنسبة للحزب وإنّما من باب”أنّ الضرورات الأمنيّة الجنوبية تُبيح المحظورات الداخلية”.وبحسب مصادر متابعة فإن “حزب الله” ليس في وارد التساهل اليوم مع حلفائه لجهة انتقاد دوره العسكري او خياراته الاستراتيجية وأنه لن يغضّ النظر أبداً عن ذلك، وأضافت المصادر أن أي هجوم على “الحزب” بهذا الاتجاه سيقابله هجوم مضاد وعلني في الاعلام إذ إن “الحزب” من وجهة نظره يرى أن هؤلاء يجب أن يعلموا أن القضايا الكبرى ليست كالقضايا التفصيلية المرتبطة بالساحة الداخلية اللبنانية.