وفي 28 ايلول 1963، تحركت فيروز مع الفرقة من عمان إلى القدس، يرافقهم رجال الأمن العام والجيش، وهناك توجهوا إلى البلدة القديمة، وزارت فيروز للمرة الأولى الأماكن المقدسة، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة، وكان الرابع من كانون الأول 1963، حدثاً كبيراً، حيث استيقظ العالم بأسره على إعلان قداسة البابا بولس السادس، عن نيته للحج إلى الأراضي المقدسة في عيد الميلاد المقبل 1964، كونها المرة الأولى التي يقرر فيها بابا روما مغادرة الأراضي الإيطالية، منذ نحو 150 عاماً، وفي 25 كانون الاول 1963 سافرت فيروز مع الأخوين رحباني، وبمرافقة فرقة جامعة الروح القُدُس (الكسليك) بقيادة الأب يوسف الخوري، إلى القدس للاشتراك في مراسم استقبال البابا، والترتيل أمامه.وعلى درب الآلام وقفت فيروز مع الفرقة ترتل “أنا الأمُّ الحزينة”.. واستمرت رحلة البابا للأراضي المقدسة ثلاثة أيام، ثم رتلت فيروز في اليوم الثاني في ساحة باب العمود بحضور وكالات الأنباء العالمية والتلفزيون، وكان من المقرر أن ترتل في اليوم الثالث أمام البابا للمرة الثانية ترتيلة “شوبحو لهو” السريانية في كنيسة المهد، ومثلت لبنان في زيارتها.
القدس دون عيد
اما اليوم فاقتصرت الاحتفاليات على الشعائر الدينية فقط، باتت مدينة المسيح من دون ميلاد، وتغيرت ملامح الزينة إلى مشاهد الدمار في غزة، حيث كشفت الكنيسة اللوثرية الإنجيلية النقاب عن مشهد المهد، ليسوع الطفل، ملفوفا بالكوفية الفلسطينية، تعبيراً عن الهوية الفلسطينية، لا يرقد في مهد تقليدي بل وسط الأنقاض التي ترمز إلى الدمار في غزة.
فهل ستُغني فيروز؟ وماذا ستغني للمهد تحت الأنقاض.
المصدر:
لبنان 24