تشهد ساحة الجنوب سباقاً بين الوقائع الميدانية التي تزداد عنفاً وتصعيداً يوماً بعد يوم، وبين التحذيرات التي تتوالى عبر القنوات الديبلوماسيّة من انحدار الوضع الى حرب واسعة.
وسجل يوم أمس تكثيف العمليات العسكرية على جانبي الحدود، بالتوازي مع تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي الذي بلغ اجواء العاصمة بيروت.
وكان البارز في مجريات الاحداث التهديد المباشر الذي أطلقته اسرائيل عبر وزير خارجيتها ايلي كوهين ضد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث قال “على نصر الله أن يفهم أنّه التالي، وإذا كان لا يريد أن يكون التالي، عليه أن ينفّذ فوراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وأن ينسحب “حزب الله” إلى الشمال من الليطاني”، ما أوحى أنّ كوهين يشير الى قتل الجنرال الإيراني موسوي قبل يومين.
في المقابل، تستمر الاتصالات الخارجية التي تطال الملف اللبناني، ويستمر الوسطاء والمبعوثون الغربيون بالوصول إلى لبنان من اجل فتح ثغرة في جدار الازمة الداخلية، ومنع انزلاق الازمة إلى حرب تطال الساحة اللبنانية بشكل كامل.
وبحسب مصادر مطلعة فإن معظم الوسطاء الذين حضروا الى لبنان او تواصلوا مع المعنيين فيه، تحدثوا عن التسوية الاقليمية وضرورة ان يكون لبنان جزءا منها لانها آتية لا محالة، وباتت مؤشراتها واضحة للمتابعين.
وتعتبر المصادر ان التلويح بالتسويات الاقليمية والخارجية جزء من الضغوط على لبنان والاغراءات التي تطال الساحة اللبنانية والمسؤولين فيها لدفعهم للقيام بالحسابات الواقعية المرتبطة بإمكانية حصول تسوية اكبر.
داخليا، أفادت معلومات عن احتمال استئناف رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، تحركه في الملف الرئاسي وملاقاة ايّ جهد خارجي فرنسي او قطري او غير ذلك، يقود الى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.