كتب طارق ترشيشي في”الجمهورية”:
سياسي مطلع وخبير في الشؤون اللبنانية والأميركية يؤكّد إلى حدود الجزم، أنّ مهمّة هوكشتاين الأساسية في زيارته المقبلة لن يكون موضوعها وقف المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل على حدود لبنان الجنوبية، بمقدار ما ستكون مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، في اعتبار أنّ اي ترتيب للحدود اللبنانية الجنوبية بموجب القرار الدولي 1701 أو غيره، يفرض وجود سلطة لبنانية ترعاه، خصوصاً أنّ القوات المسلحة اللبنانية المنتشرة في جنوب نهر الليطاني انما تأتمر بأمر السلطة التنفيذية اي مجلس وزراء، وهذه السلطة هي الآن سلطة تصريف أعمال في ظل الفراغ الرئاسي.
ويقول السياسي ايّاه، انّ هوكشتاين آتٍ هذه المرّة في ظل ارتفاع أصوات إسرائيلية على مستوى المسؤولين الكبار، الداعية إلى توجيه ضربة ل “حزب الله” وبالتالي لإيران، لتأمين عودة المستوطنين النازحين الى المستوطنات الشمالية، ما يعني أنّ الوقت ينفد أمام تجّنب حرب على لبنان.
وفي هذا السياق، يستعيد هذا السياسي قولاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري غداة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، حيث قال يومها إنّ “قوة لبنان في وحدته، وعندما وقف لبنان بصوت واحد اخذ حقوقه في البحر”.
ويضيف السياسي نفسه إذا كان “حزب الله” سيبحث او يفكر مجرد التفكير في انسحاب إلى شمال نهر الليطاني، فإنّه لن يُقدم على انسحاب من هذا النوع في ظلّ الفراغ السائد في سدّة رئاسة الجمهورية، أما إذا إنتُخِب رئيس الجمهورية يثق به أو يطمئن اليه، فإنّه سيكون عندئذ مستعداً للبحث في تنفيذ القرار 1701 ولكن على جانبي الحدود وليس على الجانب اللبناني فقط، وفي هذه الحال يكون الحزب قد ربح معركة انتخابات رئاسة الجمهورية وبات المفاوض الأول، وطبعاً غير المباشر، مع إسرائيل في شأن الحدود وغيرها. ويشبّه هذا السياسي زيارة هوكشتاين المرتقبة للبنان، بزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق توماس شانون للبنان مطلع أيلول 2016قبل شهرين من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً الجمهورية.
وحسب أحد الذين شاركوا في لقاءات شانون في ذلك الحين أنّ الأخير سأل محدثيه: ما الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية؟ فرُدّ عليه “أنّ حزب الله يؤكّد أنّه إذا لم يُنتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية لن يكون هناك رئيس للبنان مهما طال الزمن؟”، فردّ شانون بسؤال: “ما الذي يمنع انتخاب عون؟” فأجابه محدثوه: “ما يمنع انتخابه هو وجود “فيتو” سعودي عليه”. فسأل شانون محدثيه مجدداً: “كيف لنا أن نُعجّل في انتخاب رئيس جمهورية؟”. فأجابوه: “أنّ على الولايات المتحدة الأميركية أن تتفاهم مع المملكة العربية السعودية على رفع “الفيتو” عن عون”. وبالفعل كان هذا ما حصل. ولم يستبعد السياسي ايّاه ان تندرج زيارة هوكشتاين للبنان ضمن سيناريو مشابه، من شأنه ان يؤدي إلى انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية.
وتأسيساً على ذلك، يتوقع هذا السياسي، أن يتمّ انتخاب رئيس جمهورية في كانون الثاني المقبل.