التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان.. محاولة للردع!

2 يناير 2024
التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان.. محاولة للردع!


تزداد بشكل يومي التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، اذ يطلق القادة العسكريون والسياسيون الاسرائيليون تصريحات توحي بأن معركتهم الكبرى مع لبنان قد اقتربت. ويربط هؤلاء تصعيدهم الكبير بقيام “حزب الله” بتوسيع نطاق هجماته الصاروخية شمال فلسطين المحتلة، لكن هذه التصريحات المستهلكة لم تعد توحي بالصدقية بعد مرور نحو ثلاثة اشهر من المعارك في جنوب لبنان وقطاع غزة…

تقول مصادر مطلعة ان تل ابيب عمليا ليس لديها اي قرار واضح بشأن المسار الذي يجب ان تتخذه تجاه لبنان، ففي الواقع هناك توجه جدي يقول بأنه في حال اوقف “حزب الله” عملياته تجاه الجيش الاسرائيلي فإن اسرائيل ستتوقف عن هجماتها ضد لبنان، على اعتبار ان المستنقع الغزاوي يكفي ولا يجب الانخراط او البحث عن اي جبهة اخرى تستنزف القوات الاسرائيلية،وهذا ما لا يمكن التنبوء بنتيجته  النهائية.وترى المصادر ان آراء متطرفة اخرى تعتبر أن استغلال الوجود الاميركي لبدء حملة كبيرة ضد “حزب الله”هو امر واجب ولا يمكن تجاوزه او إهماله، خصوصا وأن هذا الحشد الاميركي في المنطقة قد لا يتكرر، وعليه فإن تل ابيب بحاجة الى تصعيد عملياتها ضد الحزب لفتح حرب كبرى وتوجيه ضربات عسكرية تعيد الحزب ٢٠ عاما الى الوراء وهذا ما يؤدي الى استعادة الردع اولا والى توسيع هوة القوة بين الطرفين لصالح اسرائيل.وتشير المصادر إلى أن الذهاب نحو التصعيد سيؤدي الى احد امرين، اما توريط الولايات المتحدة الاميركية في الحرب وبالتالي الاستعانة بها لهزيمة “حزب الله”، أو الذهاب نحو تسوية سريعة تنهي حالة الاستنزاف الذي يتعرض لها الجيش الاسرائيلي بما يحفظ ماء وجه تل ابيب ويؤمن الحد الادنى من مصالحها التكتيكية والاستراتيجية، وعليه فإن هذه النظرية لا تزال تتمتع بموقع جيد في النقاشات..من الواضح ان قرار الذهاب الى تصعيد او عدمه مع لبنان مرتبط بحجم الانجاز الذي ستحققه اسرائيل في غزة، فإذا وجدت القيادة الاسرائيلية انها أزالت الخطر العسكري في القطاع فهذا سيدفعها الى معركة مشابهة في لبنان لاستغلال الوجود الاميركي والدعم اللامحدود، لان اي”انجاز”في غزة من دون ازالة الخطر في لبنان لن يكون قابلا للصرف داخل المجتمع الاسرائيلي وهو ما يحرص عليه نتنياهو بشكل كبير. حتى ان الطرفين المتقاتلين في جنوب لبنان لم يحسما مسار المعركة الحاصلة اليوم فهناك حسابات دقيقة جدا لديهما، وكل منهما ينتظر نتائج المعركة والوساطات الديبلوماسية، لكن على ما يبدو ان بداية العام ستحمل مؤشرات توضح كيفية تطور الامور ومصير الحرب الحاصلة.تتطور المعركة بين “حزب الله” واسرائيل بشكل بطيء نسبياً وهذا ما يجعل الاحتمالات مفتوحة وتخضع لاعتبارات كثيرة..