في لحظة بالغة الحساسية قررت اسرائيل تنفيذ عملية اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الامر الذي وضع لبنان والمنطقة امام منعطف بالغ الخطورة من غير الواضح كيف ستكون نتائجه النهائية…
قررت تل ابيب ان تستبق زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت بتنفيذ عملية اغتيال خطيرة في الضاحية الجنوبية، اذ ان هوكشتاين يهدف من خلال زيارته الى القيام بفتح ابواب التسوية والتهدئة بين لبنان واسرائيل لانه كان يرغب بوضع موضوع ترسيم الحدود البرية على الطاولة والسعي الى منع “حزب الله” من الذهاب نحو تصعيد مضاعف.كما ان التوقيت الاسرائيلي يشمل اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اذ من الواضح ان تل ابيب باتت تسعى بشكل دائم الى احراج نصرالله واظهار تهديداته بأنها غير قابلة للتنفيذ، لانه كان قد هدد برد كبير في حال قيام اسرائيل بإغتيال اي شخصية لبنانية او فلسطينية في لبنان، ويومها جاء كلام السيد ردا على تهديدات اسرائيلي للعاروري تحديدا..كسرت تل ابيب خطا احمر اساسيا كان قد وضعه الحزب امامها في السنوات الماضية كما انها تجاوزت خطا اخر مرتبطا بالقيام بعمل عسكري وامني داخل لبنان وتحديدا داخل الضاحية الجنوبية، ولعل خطورة الامر تتضاعف اذا ما اخذ بعين الاعتبار انه جاء خلال لحظة الحرب. فاسرائيل وسعت نطاق عملياتها الحربية لتصل الى الضاحية الجنوبية لبيروت، وبالتالي اصبح عدم الرد من قبل الحزب ضوءاً اخضر لاسرائيل لتنفيذ عمليات اخرى ضد قيادات لبنانية وفلسطينية، لا بل ضد اهداف تابعة للحزب نفسه..اضافة الى كل ذلك، لا شك بأن عدم رد الحزب سيكون مؤشرا واضحا للاسرائيليين بأن سقف حارة حريك في هذه المواجهة بات معروفا ولا يمكن تخطيه، وعليه يمكن لتل ابيب الذهاب بعيدا في تصعيدها لردع الحزب وتوجيه ضربات تضعفه مستغلةً اشتعال كامل الجبهات..