تهديد نصرالله.. الرد حتمي ورسالة متأخرة لاسرائيل

4 يناير 2024
تهديد نصرالله.. الرد حتمي ورسالة متأخرة لاسرائيل


هدد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالذهاب الى حرب من دون حدود في حال حاولت اسرائيل توسيع نطاق عدوانها، وهذا ربطا بقرار الحزب الذي اعلن عنه نصرالله، بالرد على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري. ولعل ابلغ اشارة اراد امين عام الحزب ايصالها كانت مرتبطة بالردع والتلويح بإنهاء اسلوب العمل العسكري المضبوط في حال استمرت اسرائيل بالتمادي ميدانيا.

لا يزال “حزب الله” حتى اليوم يتجنب الذهاب إلى حرب مفتوحة مع اسرائيل، ويحاول الابتعاد عن إستهداف المدنيين في المستوطنات والمدن شمال فلسطين المحتلة، الا وفق قاعدة المدني بالمدني، اذ ان تل ابيب تحاول بدورها استهداف القدرات العسكرية للحزب وعناصره فقط، لكن بالرغم من كل ذلك، ليس صعباً على المراقبين ملاحظة ارتفاع منسوب المعركة الحاصلة جنوباً.تسعى إسرائيل إلى التقدم على “حزب الله” بالنقاط، على إعتبار أنه وفق قواعد الإشتباك المعتمدة، لا يمكن إستهداف المدنيين،لكن يمكن إيلام الحزب بحجم الدمار الذي يستطيع سلاح الجو الاسرائيلي تحقيقه في القرى اللبنانية بينما لا يمكن للحزب، بالاسلحة التي قرر استخدامها حتى اليوم، تحقيقه في المستوطنات على اعتبار انه يركز على الصواريخ الموجهة والطائرات الانتحارية المسيّرة.وهذا الامر ينطبق ايضا على عملية الاغتيال في الضاحية وعمليات القصف في سوريا، اذ تحاول تل ابيب انهاء مرحلة ما قبل ٧ تشرين وكسر كل قواعد الاشتباك لصالحها واعادة الحزب عمليا سنوات الى الوراء.هكذا باتت تل ابيب ايضاً تحاول إحداث قدر كبير من الدمار في القرى الامامية وتسعى الى توسيع استهدافاتها لحزب الله في القرى البعيدة عن خطّ الاشتباك، ما يعني انها توجه ضربات للاهداف الموضوعة سابقاً، اي ان تل ابيب تحاول كسر قواعد الاشتباك من دون المس بالمدنيين على اعتبار ان الحزب قادر على احتواء هكذا نوع من التصعيد وتحمله، من دون ان يكون قادراً على الردّ عليه.يحتاح الحزب للرد على خطوات اسرائيل إلى استخدام صواريخ دقيقة وشديدة التفجير، لان هذه الصواريخ قادرة على احداث حجم دمار مشابه لما تحدثه اسرائيل في لبنان ويستطيع الوصول الى العمق الاسرائيلي الذي يوازي العمق المستهدف لبنانياً، لكن، وبعكس الغارات الجوية، قد يؤدي استخدام هكذا انواع من الاسلحة والصواريخ الى وقوف قتلى مدنيين في الجانب الاسرائيلي ما يوسع المعركة وهذا ما لا يريده “حزب الله” حاليا.لكن، على ما يبدو استطاع الحزب ايجاد بدائل وإن كان مؤقتة في محاولة اخيرة لردع تل ابيب، اذ وجه في الايام الماضية ضربة جوية عبر الطائرات الانتحارية الى مقر قيادي مستحدث للجيش الاسرائيلي بعيد نحو 10 كيلومترات عن الحدود، وهذا يعني ان الحزب سيوسع بشكل كبير نطاق استهدافاته ليطال قوات الجيش الاسرائيلي المتمركزة من اجل تحقيق هدف اساسي هو ردع اسرائيل ومنعها من استمرار التصعيد.تراجع حدة الحرب في غزة ربما لن تؤدي الى تراجع التصعيد في لبنان خصوصا اذا كانت هناك قناعة اسرائيلية بأن ما يحصل يستنزف “حزب الله” بشكل فعال، وعليه فإن الحزب قد يجد نفسه مضطراً إلى الإنتقال خلال المرحلة المقبلة الى مستوى آخر من التصعيد والاستهدافات، لتكون المدن الاسرائيلية هدفاً حقيقياً عندها، لذلك فإن ما يحصل اليوم قد يكون الفرصة الاخيرة قبل الذهاب الى المحظور. هذا كله منفصل بشكل كامل عن اعلان نصرالله عن قرار الحزب بالرد على استهداف الضاحية واغتيال العاروري.