الميدان الجنوبي مفتوح على سباق محموم بين الجهود الديبلوماسية الرامية الى احتواء التصعيد بين اسرائيل وحزب الله ، وبين التدحرج المتسارع لكرة النار نحو حرب مفتوحة على شتى الاحتمالات الكارثية.
وفي هذا السياق كتبت” النهار”: اتخذت وتيرة الاحتدام الميداني على جبهة الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل دلالات تصاعدية شديدة الحدة أثارت مزيداً من القلق والمخاوف الداخلية والخارجية من انفجار حرب واسعة النطاق ولو أن توسيع نطاق المواجهات لا يزال تحت سقف الامتناع الطوعي الواضح لفريقي المواجهة، إسرائيل و”حزب الله”، عن بلوغ المرحلة الحمراء التي لا يعود معها ممكناً لجم الانفجار الكبير. ولم يكن أدل على الانزلاق المتدرج نحو اتساع مطرد للجبهة وتالياً للمواجهات من مؤشرات ثلاثة تعاقبت أمس، غداة إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته الجمعة الماضي أن عملية تصفية صالح العاروري في قلب الضاحية لن تمر بدون رد.
المؤشر الأول القصف الصاروخي الكثيف الذي نفذه “حزب الله” في اتجاه قاعدة للمراقبة الجوية في شمال إسرائيل كرد أولي على اغتيال العاروري. الثاني تكثيف خطير للغارات الإسرائيلية على المناطق الحدودية المتقدمة والتوغل للمرة الأولى نحو الزهراني وصيدا. والمؤشر الثالث شمول جولة مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزب بوريل لقاء لافتاً مع وفد رفيع المستوى من “حزب الله” الى جانب لقاءاته مع المسؤولين الرسميين الأمر الذي يستدعي التوقف عنده باهتمام لجهة تطور الوساطات الغربية وتكثيفها منعا لتدهور أوسع على الجبهة اللبنانية. وهي مؤشرات تعكس أقله تطورات سلبية لم يعد معها ممكناً النوم على حرير أي ضمانات وتحليلات وتقديرات تذهب في اتجاه استبعاد حاسم لنشوب حرب إذ أن تطور المواجهات واتساعها ينذر بان أي ضربة كبيرة قد تقع عند إحدى ضفتي المواجهة من شأنها أن تشكل الشرارة التي يخشى منها للحرب.
وكتبت” الجمهورية”: على ما تؤشّر الوقائع التي تحيط بالمسعى الاميركي المتجدد، من قِبل الجانب الاسرائيلي، فإنّ مهمّة «احتواء التصعيد» محفوفة بالفشل المسبق، وقد بدا ذلك جلياً في أنّ المستويات السياسية في اسرائيل استبقت وصول الموفدين الاميركيين برفع وتيرة تهديداتها تجاه لبنان والترويج لضعف احتمالات الحل السياسي للوضع القائم على الحدود. وهو ما عاد وأبلغه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الى هوكشتاين، بأنّ فرص تخفيف التوتر مع لبنان ديبلوماسياً ضئيلة، مشدّداً على أنّ تل أبيب مصمّمة على تغيير الواقع الأمني في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان».
تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، بعض المسؤولين اللبنانيين ، تلقّوا تأكيدات من ديبلوماسيّين غربيين بأنّ المسعى الاميركي غاية في الجدّية هذه المرّة، ومندرج تحت موقف صارم لإدارة الرئيس جو بايدن بمنع الحرب على جبهة لبنان ودفع الاطراف المعنية إلى حلّ سياسي يوقف النزاع القائم».
أبلغ مرجع مسؤول الى «الجمهورية» قوله : «إنّ لبنان لا يمكن أن يقبل بأي حلّ على حسابه او يمسّ بسيادته».
ولفت المرجع إلى «أن الحل المقبول، هو أن تطبّق اسرائيل القرار 1701، وتنسحب من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ونقطة الـ«b1»، والنقاط العالقة على الخط الازرق، وتمتنع عن خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً؟ اما اذا كانوا سيأتون إلينا بطروحات تلبّي ما تريده اسرائيل حول فرض ترتيبات معينة عبر إقامة منطقة عازلة خالية من الحياة في الجانب اللبناني، أو إبعاد «حزب الله» سواءً بضعة كيلومترات عن الحدود او الى شمال الليطاني، بذريعة توفّر الأمن للمستوطنات الاسرائيلية، فهذا معناه إعطاء اسرائيل ما لم تتمكّن من أن تأخذه في الحرب، وهو أمر لا يمكن القبول به على الاطلاق، وبالتالي فإنّ الإصرار على مثل هذه الطروحات المستحيلة التطبيق، يشكّل الوصفة الملائمة لانزلاق الأمور إلى تصعيد مواجهات كبرى لا يضمن أحد ألّا تتمدّد الى حرب أقسى وأوسع على امتداد المنطقة».
وكتبت” البناء”: يسعى الأميركيون الذين يدركون مخاطر ونتائج الحرب الشاملة الكارثية في المنطقة وربما على العالم، الى احتواء التصعيد بإرسال موفدهم عاموس هوكشتاين الى المنطقة”، لكن السيد نصرالله وفق الخبراء قطع الطريق على أي اقتراحات وحلول يحملها الوسيط الأميركي للترسيم البري وضبط الحدود وفق المفهوم الأميركي – الإسرائيلي، وأعاد السيد نصرالله التأكيد بأن لا بحث للملف الحدوديّ قبل توقف العدوان على غزة.