ألم يدرك المجلس أن تقاعسه عن انتخاب رئيس يساهم في تفكك البلد؟

7 يناير 2024
ألم يدرك المجلس أن تقاعسه عن انتخاب رئيس يساهم في تفكك البلد؟


 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “فيما نعيد اليوم للنبي يوحنا المعمدان، كم نفتقد الأصوات الصارخة في برية هذا البلد. كم نفتقر إلى الأصوات الناطقة بالحق كصوت المعمدان، التي لا تخشى إلا ربها ولا تبتغي إلا مصلحة هذا الوطن الذي تنتمي إليه. كم نفتقر إلى مسؤولين يخافون على وطنهم أكثر بكثير مما يخافون على مصلحتهم أو على أنفسهم. معظم الزعماء والمسؤولين عندنا يتجولون محاطين بالمرافقين ولا أدري مما يخافون”.وأضاف: “عندما يأتي اليوم الذي نرى فيه الزعماء والحكام يسيرون بين الناس دون خوف أو قلق، وعندما يتقلص عدد رجال المواكبة وسيارات المرافقين أو يزول، عندها فقط يكون لبنان قد أصبح في أيد أمينة، يخاف أصحابها على لبنان أكثر مما يخافون على أنفسهم. عندها يكونون قد بنوا بلدا ذا سلطة قوية، تحكم بالحق والعدل، بسلطة القانون، يعرف كل مسؤول فيه ومواطن واجباته، ويقوم بعمله بصدق وأمانة وشفافية، مطبقا القوانين، ومحترما أخاه في الوطن، لا يؤذيه ولا يطعنه ولا يحسده ولا يطلب منه رشوة لإتمام معاملته. كل هذا يحصل متى كان المسؤول مسؤولا بالفعل لا بالقول، قدوة في الوطنية والنزاهة والأمانة والعمل الصامت، يقوم بما هو واجب عليه ولا يقصر أو يعمل لمصلحته، فلا يعود يخشى أحدا بل يكون محبوبا ومحترما”.وتابع: “وفي الحديث عن الواجبات، ألم يدرك مجلس النواب أن تقاعسه عن انتخاب رئيس يساهم في تفكك هذا البلد وفي تيئيس المواطنين وتهجيرهم، وفي جعل البلد عرضة للتطاول عليه وانتهاك سيادته كما حصل مؤخرا؟ أليس غياب الدولة سبب ما يحصل من تطاول واستباحة وتجاوزات؟ لقد أصبح بلدنا موطئ قدم للشر لأن المواطنين والمسؤولين تركوا الرب وساروا خلف المصالح والأنانيات”.