تعمل القوى الاقليمية والدولية على فتح باب النقاش الجدي مع لبنان بهدف الوصول إلى تسوية تؤدي الى انهاء التصعيد في جنوب لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل، خصوصا أن وقف اطلاق النار بشكل نهائي بات مرتبطاً بالحرب الدائرة في قطاع غزة، وعليه فإن الهدف اليوم هو منع تدحرج الامور الى نقطة اللاعودة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين، حمل في زيارة الخاطفة الى بيروت امس أفكارا للحل ناقشها مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي،وستتم متابعتها في زيارات لاحقة.
وكان لافتا في هذا السياق قول رئيس مجلس النواب نبيه بري إن هوكشتاين يحاول تخفيف التوتر في لبنان وفي غزة وأن هناك فرصة للحل”.
وبحسب المصادر” فان زيارة وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك الى لبنان هذا الاسبوع تندرج في السياق ذاته خصوصا وان الألمان لديهم رغبة كبرى بوقف التصعيد في اطار حراكهم السياسي الحالي، وهذا يتلاقى مع الرغبة الاميركية التي تعمل على سلة متكامل تخص لبنان، وقد سرب الاميركيون بعض البنود والإقتراحات المعروضة.
وترى المصادر أن الهجمة الديبلوماسية على لبنان تعود اولاً الى قناعة جدية بأن طرح وقف اطلاق النار مستحيل في المرحلة الحالية قبل حسم الامر في غزة، وهذا ما خفّض سقف الطموحات، اما السبب الثاني فهو الايجابية التي لمسها بعض الوسطاء في التواصل مع “حزب الله” والشعور بأن لديه استعدادا للبحث في تسوية شاملة.
في المقابل، أبدت أوساط معارضة خشيتها، مما يتمّ التداول به في كواليس المفاوضات الدوليّة، من إمكان إعطاء فريق “الممانعة” في لبنان موقع رئاسة الجمهوريّة، في مقابل وقف المعارك في جنوب لبنان، وإنسحاب “المقاومة” إلى شمال الليطاني.
وحذّرت الأوساط المعارضة من هذا الاقتراح، واعتبرت أنّه خطير، ويبسط نفوذ “حزب الله” على الحياة السياسيّة أكثر فأكثر.
وتقول مصادر مطلعة إن بعض قوى المعارضة باتت قلقة من ان تحصل تسوية داخلية بين الاميركيين و”حزب الله” بشكل مباشر، يحصل من خلالها “الحزب” على ما يريده في الساحة الداخلية اللبنانية في مقابل تقديم ضمانات جنوبا.
وتشير المصادر الى ان التطورات الميدانية توحي بأن “حزب الله” لن يتعرض لضربات قوية في هذه المعركة وعليه سيخرج منها قويا محققا بعض المكاسب في الجنوب وهذا ما سيتمكن من الاستفادة منه على الصعيد السياسي…