هجمات من نوعٍ آخر لـحزب الله.. هكذا ستُصبح المعركة!

14 يناير 2024
هجمات من نوعٍ آخر لـحزب الله.. هكذا ستُصبح المعركة!


صحيح أنَّ الحرب الإستخباراتية التي يخوضها العدو الإسرائيلي في لبنان خطيرة جداً إبان مواجهاته مع “حزب الله”، إلا أن هناك تفاصيل أخرى لا يمكن أبداً نكرانها وتتصلُ بقدرة الحزب على فرض معادلات جديدة أساسها عسكريّ أولاً ويساهم في دفع إسرائيل نحو القبول بشروط التفاوض على وقف الحرب في غزة وجنوب لبنان في حال باتت الأمور ماضية حقاً في هذا الإتجاه. 

ما الذي يمكن أن يقدّمه الحزب ميدانياً و “إستخباراتياً”؟ 
منذ 3 كانون الثاني الجاري، قدّم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال خطابٍ له، معادلة “الحرب بلا سقوف”. في مضمون كلامه، إشارة إلى أن الحزب في حال انخرط في أيّ مواجهة مع إسرائيل، لن يلتزم بأي ضوابط مهما كانت.  
الكلام الذي أطلقه نصرالله سبق إغتيال القياديين في صفوفه وسام الطويل وعلي حسين برجي خلال الأسبوع الماضي. الأمرُ هذا كان يحسبه الحزب، فالضربة كانت كبيرة نعم، لكن التحرك “التكتيكي” الآتي سيكون مؤثراً ومن نوع آخر، وذلك بهدف كسرِ التوغل الإستخباراتي الإسرائيليّ والإشارة إلى أن هناكَ قدرة لدى الحزب على إفتعال ما يمكن افتعاله ضمن اللعبة نفسها، أي في مجال الإستخبارات أيضاً.. فكيف يمكن أن يكون ذلك؟ 
إن أردنا النظر في مصطلح “الحرب بلا سقوف” من الناحية الميدانية، سنجدُ إنّ الحزب قد يزيدُ من عملياتٍ هجومية من نوع آخر، وترتبطُ بالمُسيرات التي قد يطلقها بكثافة باتجاه المواقع والأهداف الإسرائيلية. الأمرُ هذا يتعلق برد واضح من “حزب الله” وبتكريس لما يمكن تسميته بـ”حرب المسيرات”. فعلياً، إسرائيل تخشى هذا الأمر جداً، ولهذا السبب باتت تكرس كل القدرات لتجاوز خطر طائرات “حزب الله”، لأنها ستؤدي إلى تهديد الردع الإسرائيلي وذلك رداً على تهديد طائرات إسرائيل قياديي “حزب الله” وأجواء جنوب لبنان.  
المغزى الأساسي من إستخدام الحزب لسلاح الجو هو لإعادة تثبيت المعادلة القائلة إن المجال اللبناني لن يكونَ مفتوحاً تماماً أمام إسرائيل، كما أن اللجوء بشدة إلى الطائرات المسيرة لتهديد المستعمرات، يعني أن “التهجير” التي شهدته تلك المناطق سيبقى مستمراً. 
خبراءٌ معنيون بالشؤون العسكرية يوضحون إنّه بإمكان الحزب الإستفادة من كل الدّروس التي تلقاها خلال الأشهر الـ3 الماضية وابتداع الخطط الجديدة والإضافية، فالميدان يساعده تماماً خصوصاً أنّ الجنوب بات منطقة عمليات خالصة. بحسب الخبراء، فإنّ ما يريده الحزب اليوم هو تصعيد دوره أكثر، ويمكن أن تكون الأجواء العاصفة التي يشهدها الجنوب عاملاً محفزاً لإختيار أهدافٍ إضافية واستهدافها ضمن قواعد الإشتباك المرسومة. 
وفق الخبراء، فإنه من الممكن أن يُصعّد الحزب من إستهدافاته لسلاح الجو الإسرائيلي فوق جنوب لبنان، فإمكانية إسقاط طائرات واستدراجها قد يكون وارداً بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة. النقطة هذه ضرورية وباتت مطلوبة، لاسيما أن الحزب بات يعني تماماً أن ما تقوم به المسيرات يجعل الميدانُ صعباً طالما أن هناك تقنيات متطورة تستخدم فيه من قبل الإسرائيليين. 
وسط ذلك، تقول المعلومات إنَّ “حزب الله” بات يحشدُ عديده بشكل أكبر، فإستدعاء مقاتلين إضافيين إلى حد إمكانية استنفار “النخبة”، كلها عوامل توحي أنَّ هناك إستعداداتٍ لتوجيه ضرباتٍ جديدة لإسرائيل. هنا، تقول المصادر إنَّ الحزب وضع خطط إضافيّة وجديدة للإنتقال إلى وضعٍ “أسوأ” من الحالي، أي أن سيناريو الحرب المفتوحة بات مطروحاً على الطاولة والعُدة له باتت جاهزة.  
وفق المصادر، فإنّ التحضير لهذا الأمر بشكل متصاعد وكبير بدأ منذ لحظة إغتيال القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري يوم 2 كانون الثاني الجاري، في حين أنَّ الأهداف التي يضعها الحزب تحت مرمى نيرانه، لا ترتبطُ فقط بمواقع إسرائيلية عادية بل تتصلُ بأهداف متقدمة وهي مفاعل نووية في إسرائيل ومنشآت تخزين الأسلحة النووية الإسرائيلية فضلاً عن منصات الطاقة. 
عملياً، فإن الهجمات باتجاه تلك الأهداف الثقيلة لن تكون مقتصرة على “عملٍ عسكري” مباشر، علماً أن المعلومات تقول إنّ الحزب حدّد مؤخراً كافة إحداثيات المنشآت النووية الإسرائيلية بالتفاصيل، كما عمل أيضاً على وضع جدولٍ واضح بالمرافق الحيوية التي سيجري إستهدافها فوراً لتعطيل الحركة عند اندلاع أي مواجهة شاملة تهدد إسرائيل بها. الكلام هنا يتعلق بالكهرباء ومحطات الإتصالات، وكل ذلك يمكن أن يساهم في دخول “الصواريخ الدقيقة” على الخط. 
الأمرُ الأكثر خطورة أيضاً هو أنّ الحزب وللرد إستخباراتياً أيضاً، قد يبادر إلى تنفيذ “هجمات سيبرانية” ضد مواقع إسرائيلية سواء كانت عسكرية أم حكومية. المسألة هذه واردة تماماً، فهناك قدرات تساعد في ذلك ويمكن أن يكون خبراء إيرانيون يتواجدون في لبنان، على دراية وطيدة بإمكانية إفتعال تلك الهجمات بدقة متناهية.  
في هذا الإطار، تتحدث المصادر المعنية بالشؤون العسكرية عن إمكانية أن يُعيد “حزب الله” سيناريو اختراق بث طائرات الإستطلاع. الأمر هذا حصل قبل 13 عاماً وتحديداً عام 2010، حينما أعلن نصرالله أن الحزب استطاع الحصول على الصور التي تنقلها طائرات الإستطلاع من بيروت باتجاه الغرفة المتحكمة بها. 
وعليه، إن كانت هذه القدرة موجودة لدى الحزب منذ سنوات عديدة، عندها فإن إمكانية استخدامها وتعزيزها حالياً باتت قائمة.. كل ذلك، يمكن أن يساهم في دفع إسرائيل للقبول بتهدئة الحرب في غزة وبالتالي في جنوب لبنان، فالمواجهة على أشدها إستخباراتياً وميدانياً، وبالتالي يمكن أن نشهد مفاجآت جديدة قد تغير من الواقع الحالي.. فكيف ستكون التبدلات؟ وماذا سيطرأ لاحقاً؟