لماذا صعّد السيد لهجته؟

16 يناير 2024
لماذا صعّد السيد لهجته؟


كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: خلافاً للمخاوف التي سادت بعض الاوساط، فإنّ المطلعين يلفتون الى ان اعلان » السيّد نصرالله «المتجدّد عن الاستعداد لخوض المواجهة الواسعة وتدفيع العدو ثمنها، إنما يرمي الى إبعادها وليس تقريبها. وبالتالي فإنّ النبرة المرتفعة التي استخدمها في معرض الرد على مختلف أشكال التهديد والتهويل تندرج اساسا ضمن سياق ردع العدو عن التفكير في اعتماد الخيار العسكري ضد المقاومة ولبنان، وثني الأميركي عن إمكان تغطية اي خيار من هذا النوع.

Advertisement

ويؤكد العارفون ان اللهجة المرتفعة للسيد نصرالله في اطلالته الاخيرة كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى الاميركيين، في اعتبار انهم هم الذين تولوا عبر الموفد آموس هوكشتاين نقل أحدث رسالة تحذير الى بيروت مما يخطط له الاسرائيليون.
وتفيد المعلومات ان هوكشتاين ابلغَ الى المسؤولين اللبنانيين انّ بإمكان واشنطن تأخير الضربة الإسرائيلية وليس منعها، وانّ المطلوب الاستفادة مما تبقى من فرصة للحل السياسي، بغية السماح باستعادة الهدوء على جانبي الحدود وبالتالي إعادة النازحين من أهالي الجنوب ومستوطني الشمال الى منازلهم.
ويلفت القريبون من الحزب إلى أنّ واشنطن بَدت وكأنها انتقلت في دورها من مرحلة الترغيب التي تخللها تقديم “حوافز” للبنان والحزب تتصل بالواقع الحدودي بهدف تحقيق وَقف إطلاق النار، الى مرحلة الترهيب عبر التخويف والترويج لاحتمال حصول عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في حال لم يتم التجاوب مع مطالب قادة الاحتلال.
ويعتبر المحيطون بالحزب انّ تهديدات مسؤولي الكيان هي للتهويل فقط وهم كرروها عشرات المرات منذ 8 تشرين الاول، من دون أن يتجرأوا على تنفيذها، لأنهم أدرى من غيرهم بالقدرات التي تملكها المقاومة، ولذلك اعتمدوا خيار »
تفخيخ « الموفدين الدوليين الى لبنان بالتهديدات التي تؤشر إلى العجز اكثر من أي شيء آخر، والا لكانوا قد شنّوا الحرب فعلياً من دون الاكتفاء بالتلويح بها مرة تلو الأخرى.
وعكس السيد في مواقفه الأخيرة التصميم على مواصلة دعم غزة عسكريا، من دون أن يتسرب اي شعور بالتعب او القلق بعد 100 يوم من المواجهات غير الكلاسيكية مع الاحتلال الإسرائيلي بكل ما رافقها من أثمان. وبذلك أوحى “الحزب” أنه لن يصرخ أولاً في معركة “عض الاصابع” ونزاع الإرادات، وانّ لدى مقاومته وبيئته الاستعداد للاستمرار في المواجهة وتحمّل اعبائها مهما طال أمدها.