تعدّ الأجهزة الذكية والشاشات الرقمية الحديثة من أبرز الأدوات التي تثير إعجاب الأطفال، لما تتضمنه من تطبيقات ألعاب تجعلهم يدمنون عليها، وما يثير قلق الوالدين من هذا الإدمان الإلكتروني.
“روبلوكس” عبارة عن منصة تجمع ملايين الألعاب معًا، وتحتوي على تطبيقات متنوعة ينشئها المستخدمون. ويمكن للراغبين في المشاركة تصفح كتالوغ الألعاب قبل تشغيلها، وبعد انشاء حساباتهم الخاصة يمكنهم التمتع بالمزايا الاجتماعية المختلفة التي توفرها لهم. وتكمن خطورة ألعاب “روبلوكس” على الأطفال في أن تلك الألعاب هي من صنع وابتكار من يشاء من المستخدمين، وهم قد لا يكونوا على دراية ومعرفة بعالم الطفولة.
Advertisement
لقد ظهرت في الآونة الاخيرة عدة انتهاكات مضرة في هذه المنصة تتضمن مشاهد لاغتصاب فتاة على يد عصابة اجرامية، ومحتويات جنسية خطيرة. كما تعرضت عدّة حسابات للسرقة وتم تهديد أصحابها الصغار مما سبب لهم الكثير من الخوف والقلق.
رأي علم النفس
المعالجة النفسيّة جوزيان سركيس ذكرت لـ”لبنان 24″ أنه “يتوجب على الأهل الاطلاع على محتوى أي لعبة الكترونية يستخدمها أبناؤهم، وعليهم قراءة مضمونها ومعرفة ما اذا كانت تتناسب مع عمر الطفل”.
وتابعت: “من البديهي توعيتهم وتحذيرهم من عدم مشاركتهم مع الآخرين أية معلومة شخصية تتعلق بهم على الالعاب الالكترونية، مثل موقع سكنهم، مكان مدرستهم، رقم هاتفهم، فهم معرضون لشتى الاختراقات من قبل المجموعات”.
وأشارت الى أن “لألعاب منصة “روبلوكس” أثارًا خطيرة على صحة الأولاد النفسية مثل الايحاءات الجنسية من خلال الشاشات في أعمار مبكرة ما يتسبب في تغييرات سلوكية، وفي ظهور بعض المشاعر السلبية عند الطفل مثل الخوف، والتوتر، والغضب، والاحباط، والانفعال، بالاضافة الى بعض السلوكيات العدوانية والعنيفة، وبعض الاضطرابات في النوم”.
غايات “روبلوكس”
وكشف المستشار في أمن المعلومات جان ماري باشا لـ”لبنان 24″ أن “هناك أمورًا مخفية ومرعبة تتمحور حول هذه المنصة، ولمصممي الألعاب والمقرصنين القدرة على سحب البيانات من الناس بشكل هائل، وبالتالي فهم سيعرفون أكثر عن اهتماماتهم الشرائية والحياتية لغايات تهدف الى تسويق ألعابهم، وما السكوت العالمي عن هذه المنصة الا لأجل معرفة المدى الذي قد يصل اليه العالم الافتراضي اذا أطلقوا له العنان”.
ويؤكد باشا أن “عدم التغاضي عن الانتهاكات سيكبدهم لاحقًا مبالغ وجهدًا أكثر، وسيخسرون عددًا هائلأً من المستخدمين”. ويضيف: “منصة يوتيوب هكذا ابتدأت، ولم يكن لديها في الاول حقوق النشر للفيديوهات لكنها عادت ووضعت قوانين وشروطًا، وأعتقد أن هذا حال “روبلوكس” في السنين المقبلة”.
هل من مرجع قانوني؟
سألنا المحامي الياس قهواتي عن المرجع القانوني المختص بملاحقة المسؤولين عن منصة “روبلوكس” نظرًا لما سببته وتسببه من أضرار على صحة الاطفال النفسية والعقلية، فأجاب: “يمكننا ملاحقة المسؤولين عن منصة “روبلوكس” أمام القضاء اللبناني أو الأجنبي في حال أثبتت تقارير خبراء وتقارير طبية أن الاضرار اللاحقة بالأطفال جسدية كانت أم نفسية مصدرها هذا التطبيق، وهذا يعني أن المنصة إذا ألحقت أي ضرر بالمشاركين في الألعاب يتوجب عليها التعويض عنه، وفي لبنان هناك قانون الموجبات والعقود الذي يفرض إيفاء بدل العطل والضرر عن الجرم أو شبه الجرم الذي تسبب به الفاعل للمتضرر”.
كما أفاد المحامي قهواتي بأن “المرجع القانوني الأول لهذه القضية هو قاضي الأمور المستعجلة الذي له صلاحيات التصدي للضرر في حال ثبوته، والمرجع الثاني هو النيابة العامة الإستئنافية أو التمييزية بناءً لشكوى مقدمة من المتضرر والتي تحال إلى فرع مكافحة جرائم المعلوماتية والذي في إمكانه، بعد مخابرة القضاء الأجنبي، إقفال هذه المنصات، أمّا المرجع الثالث هو الهيئات الدولية التي تعنى بالأطفال والتي يمكن مخابرتها بإرسال لها ملف متكامل لملاحقة الموضوع”.