تصعيد إسرائيلي متدحرج عبر الاغتيالات يسابق خديعة الهدنة المنفصلة!

22 يناير 2024
تصعيد إسرائيلي متدحرج عبر الاغتيالات يسابق خديعة الهدنة المنفصلة!


كل المؤشرات والتطورات تعكس بلوغ التصعيد عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية مستوى غير مسبوق بجدية تحدياته وخطورته.ولم تبلغ احتمالات “استدراج” إسرائيل لمناخات حرب واسعة على لبنان ولا مرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي المستوى البالغ الخطورة الذي انزلقت اليه في الساعات الثماني والأربعين الماضية. سواء في تصعيد مخيف لحرب الاغتيالات التي باتت تشنها إسرائيل يوميا في كل الاتجاهات ولا سيما في استهداف كوادر قتالية ونظامية وميدانية ل”حزب الله”في الجنوب، او عبر تكثيف الغارات الجوية الحربية وغارات المسيرات على المناطق الحدودية، او عبر رفع الحرب الإعلامية الى مستوى دق نفير التعبئة الحربية والنفسية الضاغطة،

كما يمكن ادراج الهدف إياه في ما نقلته وسائل إعلام عن مصادر إسرائيلية، من إن اجتماعا كان مقررا للحكومة الاسرائيلية تأخر امس لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يجري مشاورات أمنية مع رئيس هيئة الأركان والقادة الأمنيين، ويرجح أن هذه المشاورات تتعلق بعملية استهداف سيارة في جنوب لبنان امس. وافادت وسائل اعلام اسرائيلية بأن عملية الاغتيال في بلدة كفرا الجنوبية أشرف على تنفيذها نتنياهو شخصيا.كما ان موقع “واللا” الإسرائيلي افاد بدوره ان وزارة الدفاع الإسرائيلية تعمل على خطة لإيواء نحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية قد تضطر الحكومة لإجلائهم في ظل تصعيد محتمل مع “حزب الله”.وكتبت” الاخبار”:صار واضحاً أن العدو يعمد إلى استعراض قدراته التدميرية في المنطقة الحدودية، عبر شنّ حزمة نارية وغارات عنيفة على القرى والبلدات، وفي قلب الأحياء السكنية التي خرج منها سكانها. لكن، ما بدا مُلاحظاً أيضاً، هو انخفاض عدد شهداء المقاومة في القرى الحدودية، وخلال تنفيذ العمليات ضد العدو، إلى حد بعيد. ومنذ أسبوع كامل، لم يسقط للمقاومة شهداء على طول الجبهة. وهو ما يعني أن العدو بدأ يفقد القدرة الاستخبارية على استحداث أهداف جديدة لضربها في الميدان، وتعطيل حركة المقاومين وقدرتهم على تنفيذ العمليات. وهذا يدلّ على نفاد بنك الأهداف الذي كان قد أعدّه العدو، وهو في غالبه مواقع علنية ومعروفة ومنازل عناصر المقاومة وضباطها.المقاومة، اعتمدت إجراءات ميدانية جديدة، وتكيّفت مع سمات المعركة الحالية، وأفقدت العدو القدرة على الاستهداف والقتل والتعطيل في الميدان. وهذا يعتمد بشكل أساسي على البنى التحتية العسكرية التي كانت المقاومة قد أنشأتها وطوّرتها طوال السنوات الماضية.وكتبت” اللواء”: في المعلومات التي يجري تداولها على نطاق العواصم المعنية بالمفاوضات وما ستؤول اليه، يجري الحديث عن مسار تفاوضي يبدأ في الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، ويتضمن تدرجاً في اطلاق الاسرى ووقف النار، ليس لفترة أسبوعين، كما تقترح اسرائيل، بل خلال مدة زمنية لا تقل عن 60 أو 70 يوماً، يفتح فيه المسار السياسي المتعلق بدولة فلسطينية، (حرة وذات سيادة بالتعبير الأميركي)، في مقابل تطبيع للعلاقات مع دولة الاحتلال بعد وقف الحرب، واطلاق الاسرى الفلسطينيين والرهائن والجنود والاسرائيليين والأجانب.ومعالم خطة التفاوض هذه، برزت خطوطها العريضة خلال المحادثات والجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، مع اطلاق آلية فرنسية- أميركية للعمل المشترك على جبهتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي، في ما خص لبنان.أما في لبنان، فانطلاق الترتيبات في غزة، سيكون له صدى مباشر على الجبهة اللبنانية إذ دخلت مفاوضات التبريد على الجبهة الجنوبية في سباق، مع محاولات ارتفاع لهيب الحرب في ضوء الهدنة المقترحة، من المستوى العسكري الاسرائيلي لمدة يومين في الجنوب، يليها هجوم كبير اذا لم يلتزم حزب الله بها.ووصفت الهدنة المقترحة بأنها اشبه بخديعة، ومحاولة مكشوفة لجهة رفض الحزب بمجرد البحث بها.واعتبرت مصادر سياسية ان زيادة تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، واستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ اسابيع وصولا إلى توجيه الضربات الموجعة إلى مسؤولي وضباط المخابرات الايرانية المتمركزين في دمشق مؤخرا، انما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب،ليقبل بمطالب إسرائيل الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كيلو متر ليتسنى الامر لاعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل،ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات واجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني. وعبرت المصادر عن اعتقادها بأن التصعيد الحاصل من قبل إسرائيل،انما هو بمثابة التفاوض بالنار تحت مظلة التصعيد والاغتيالات، لتسريع افاق التسوية التي حملها هوكشتاين،وكلما طال الامر و تعقدت الامور ،كلما زادت الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود وتصاعد تجاوز الحدود والاغتيالات، ما يؤشر إلى مرحلة حساسة وخطيرة دخلت فيها المشكلة على الحدود الجنوبية، بينما يعرف الجميع ان إنهاء التوتر والاشتباكات مع الاسرائيليين، بحاجة إلى موافقة النظام الايراني ، الذي يوجه حزب الله ويحدد خياراته، التي تتماشى مع مصالحه في النهاية.وتبدي المصادر خشيتها من تحول عمليات الاغتيال الإسرائيلي لمسؤولين وقادة عسكريين بارزين في الحزب بلبنان وحرس الثورة الاسلامية في دمشق وغيرها، في حال لم تتوصل الديبلوماسية التي يتولاها اوكشتاين وغيره إلى نتائج ملموسة قريبا، وطالت الحرب على غزة والمواجهة المحتدمة ،إلى انفلات الاوضاع المتدهورة جنوبا، وتوسع نطاق الحرب باتجاهات غير محسوبة، تضر بلبنان كله.