كتبت” الاخبار”: منذ توقيع اتفاق الترسيم بين لبنان وكيان العدو، في 27 تشرين الأول 2022، تستعجل قبرص لبنان لتعديل الحدود البحرية بينهما وفق الخط 23 الذي تم الاتفاق عليه مع العدوّ. وزار وفد قبرصي بيروت على وجه السرعة، بعد ساعات من توقيع اتفاق الترسيم، للبحث في هذا الأمر، علماً أن «اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص» التي وُقّعت عام 2007، في ظل حكومة فؤاد السنيورة، غير الميثاقية، أدّت إلى خسارة لبنان بسبب أخطاء المفاوض اللبناني وقلّة خبرته، بين 2643 كيلومتراً مربعاً و1600 كيلومتر مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة.
Advertisement
وقد عاد الوفد القبرصي يومها خائباً، بعدما خلصت لجنة شكّلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزارة الأشغال (وضمّت وزارات الطاقة والخارجية والدفاع وهيئة إدارة قطاع البترول) إلى أن اتفاق الترسيم الموقّع مع الجزيرة عام 2007 كان مجحفاً بحق لبنان، وتشوبه ثغرات أدّت إلى خسارة مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة. وأوصت اللجنة باعتماد آلية ترسيم جديدة واعتماد إحداثيات جديدة وإعادة التفاوض.
الثلاثاء الماضي، وصل مدير المخابرات القبرصي تاسوس تزيونيس الى لبنان في زيارة استمرت أياماً، طلب مدير المخابرات القبرصية تفاهماً سريعاً حول الحدود البحرية، المسؤول القبرصي دعا لبنان الى ترسيم حدوده البحرية مع سوريا، بما يساعد على تحديد الحدود البحرية بين قبرص ولبنان وسوريا، وقد تبلّغ الموفد القبرصي من معظم الأطراف التي التقاها، ومن بينها وزير الأشغال علي حمية والجهة السياسية التي يمثلها، أن لبنان لا يجد الوقت مناسباً لترسيم الحدود مع قبرص أو مع سوريا، وأن هذا الأمر يتطلب دراسات قانونية وتقنية لتفادي الأخطاء التي حصلت سابقاً.