عامان على اعتكاف الحريري: عودة صامتة إلى الضّريح

26 يناير 2024
عامان على اعتكاف الحريري: عودة صامتة إلى الضّريح


كتبت” نداء الوطن”: تطغى الضبابيّة على المصير السياسي للرئيس سعد الحريري ومعه «تيار المستقبل»، وتطرح تساؤلات بعد سنتين على غيابه عن الواجهة السياسية نتيجة قراره بالاعتكاف، تتمحور كلّها حول سؤال واحد: هل من أحد قادر على حمل هذا الإرث من بعده؟ وسط شهادة الحلفاء والخصوم أنه ترك فراغاً يصعب ملؤه.

أسابيع قليلة تفصل اللبنانيين عن ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري التاسعة عشرة، ومعها يدخل اعتزال الرئيس سعد الحريري العمل السياسي عامه الثاني، ليصبح التاريخان مناسبتين ثقيلتين على الجمهور السني…
تجزم مصادر مطلعة عن قرب على واقع الرئيس الحريري أنّه لا تكهنات أو تقديرات واضحة حول مصير الحريرية السياسية، فيما رئيس «تيار المستقبل» يعيد ترتيب وضعه المالي في الإمارات، في انتظار اتفاق إقليمي يعيده الى المشهد المحلي، لأنّه لا يمكنه العودة راهناً طالما هو مكشوف الظهر سياسياً ولا كتلة نيابية متراصة تدعمه، ولا تنظيم حزبياً يؤمّن له الحضور الشعبي، ما يؤشر على أنّ الحريرية السياسية قد تكون دخلت مرحلة الموت البطيء.
وتضيف المصادر أنّ الرئيس الحريري سيكون في لبنان في ذكرى الرابع عشر من شباط، في تكرار لمشهد العام الماضي، بحيث يزور ضريح الرئيس رفيق الحريري، محاطاً بجمهوره، وهي محطة يعدّ لها ما تبقّى من «تيار المستقبل» من خلال تزخيم مشاركة مؤيّديه من مختلف المناطق. والمتوقع أن يستقبل الحريري بعض الشخصيات في «بيت الوسط» ليعود من بعدها إلى الإمارات من دون الإدلاء بأي مواقف سياسية.
على مقلب «تيار المستقبل»، تقول مصادره إنّ الرئيس الحريري يحتفظ بحضوره في البيئة السنية، كذلك لم يترك «تيار المستقبل» قواعده طوال الفترة الماضية، ملتزماً القواعد التي رسمها رئيس «التيار»، وبالتواصل مع الناس، غير أن وتيرة العمل انخفضت تماشياً مع الشعار الذي رفعه وهو تعليق العمل السياسي كموقف اعتراضي على ما يحدث في البلد، مشيرة إلى أنّ حقوق الطائفة لا تزال محفوظة منذ عهد الرئيس الحريري حتى اليوم، وأنّ عودة الحريري في العام 2025 استعداداً للانتخابات النيابية، لا أحد يعلمها إلّا الحريري نفسه.