فك ارتباط الملف الرئاسي بحرب غزة

27 يناير 2024
فك ارتباط الملف الرئاسي بحرب غزة


انحسرت نسبيا “جبهة” الصخب النيابي في اليوم الثالث من جلسات الموازنة بفعل انشغال المجلس طوال ساعات حتى ليل امس في التصويت على الموازنة بندا بندا بعد رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على كلمات النواب ، فيما ظلت الاهتمامات مركزة على آفاق الحركة التي جمعت سفراء دول المجموعة الخماسية لكل من الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر في دارة السفير السعودي وليد البخاري .

في هذا السياق برز ما أوضحته مصادر ديبلوماسية مطلعة على مجريات هذا التطور اذ قالت “ان اجتماع سفراء الخماسية في بيروت اظهر ان هؤلاء السفراء يواصلون العمل في شكل وثيق ويواصلون التركيز على حض قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة” . ولفتت هذه المصادر الى “ان هناك شائعات غير صحيحة تهدف الى خلق مظهر من مظاهر الخلاف بين أصدقاء لبنان وشركائه الدوليين ينشرها أولئك الذين يحاولون عرقلة التقدم نحو انتخاب رئيس للبنان”. وأضافت انه “يجب على أعضاء البرلمان اللبناني الالتزام بمسؤولياتهم الدستورية والتحرك بسرعة لملء الشغور الرئاسي”.ومعلوم ان لقاء السفراء الخمسة أرجئ مع رئيس مجلس النوان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لان السفيرة الأميركية ليزا جونسون كانت قد وصلت لتوها الى لبنان ووفقا للبروتوكول لا تزال تجري الاتصالات التمهيدية مع المسؤولين والقيادات اللبنانية .وذكرت «الأخبار» أن السفراء الخمسة سيبدأون جولة على القوى السياسية خلال الأسبوع المقبل بعدما ألغيت المواعيد السابقة بسبب تضارب في الصلاحيات وخلافات على القيادة بين السفير السعودي والسفيرة الأميركية. وجرى الاتفاق على إعداد تقرير كامل حول النقاط الثلاث قبل 15 شباط، وسط استعجال أميركي للوصول الى حلحلة قبل الانشغال بالمعركة الرئاسية في الولايات المتحدة.ووفق المصادر، فإن «اجتماع السفراء الخمسة تمهيد لعقد لقاء خماسي على مستوى أعلى في احدى عواصم الدول الخمس. وفيما تسعى قطر الى عقد هذا الاجتماع في الدوحة، يسجّل كل من الفرنسيين والسعوديين اعتراضهم على الأمر مبدين رغبتهم بعقده في عاصمة أخرى، باعتبار أن الدوحة استضافت الاجتماع الأول». وبحسب المعلومات، ستحدد زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان فور انتهاء هذا الاجتماع، ليأتي الى لبنان حاملاً اقتراحات رئاسية وحكومية معاً.وإذ اكد السفير المصري علاء موسى امس ان لا موعد محدّداً لاجتماع اللجنة الخماسيّة ولكن السفراء الخمسة سيقومون بجولة على الأفرقاء اللبنانيّين “ونأمل أن يُنتخب رئيسٌ اليوم قبل الغد” التقى السفير السعودي وليد بخاري، في دارته باليرزة، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى لبنان، سفير سلطنة عمان أحمد بن محمد السعيدي، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والقائم بأعمال سفارة الكويت عبدالله الشاهين.وكتبت” اللواء”: اعتبرت المصادر المعنية في فريق «الثنائي الشيعي» ان اللقاء الخماسي جاء على وقع اخراج الجانب الاميركي عن الملف الرئاسي، ضمن آلية تقضي: 1 – فصل الملف الرئاسي عن احداث غزة. 2 – العودة الى مبادرة الرئيس بري، لجهة الحوار والجلسات المفتوحة لغاية انتخاب رئيس للجمهورية، والانفتاح على حزب الله، والبحث بآفاق مرحلة ما بعد الانتخابات، واشارت المصادر ان «الثنائي» ما يزال على موقفه من تأييد النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة، ولن يطلب منه الانسحاب، او لم يطلب من اي جهة خارجية ان تتقدم على هذه الخطوة.وأعربت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» عن اعتقادها أن اجتماع سفراء اللجنة الخماسية أعطى شارة الانطلاق للملف الرئاسي دون وضع سقف زمني لنتائج الحراك الجديد ولفتت  إلى أن هذا الاجتماع أكد أهمية إنجاز الانتخابات الرئاسية وكيفية الدفع في هذا الاتجاه مع التركيز على أن المسألة بيد القيادات اللبنانية ،ولذلك كان الالتزام  بالخطوط العريضة التي وضعتها اللجنة الخماسية ، نافية أن يكون البحث تطرق إلى  لائحة تتصل بالأسماء. وقالت هذه الأوساط أن سفراء هذه اللجنة شددوا على أهمية استقرار لبنان وابدوا رغبة في القيام بكل ما يلزم في المحافظة على هذا الاستقرار، وافادت أنه ستكون هناك زيارات لهم وقد تكون منفردة أو من أن كل سفير قد يعمد إلى  زيارة هذه القوى السياسية أو تلك، مع العلم أن العنوان واحد وهو الدعوة إلى إجراء الانتخابات و التحضير بالتالي للمناخ المسهل لذلك.وقالت مصادر عربية ل” الديار” ان اللجنة الخماسية لا ترى سببا مقنعا لربط الملف الرئاسي بحرب غزة ولذلك تعمل على فك الرباط بين هذين الملفين. وعليه، تدعو اللجنة الخماسية الى الذهب الى مرشح الخيار الثالث انطلاقا من عدم قدرة اي طرف من ايصال مرشحه الى قصر بعبدا. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتمكن اللجنة الخماسية من كسر حالة الاستعصاء الرئاسي؟ وفي هذا الاطار، تقول المصادر العربية ان المكونات اللبنانية يتوجب عليها التحاور مع بعضها لان هذا الامر سيشكل نقطة انطلاق جيدة وايجابية لتستكمل اللجنة الخماسية الجهود لانهاء الشغور الرئاسي.وفي سياق متصل، رات مصادر مطلعة ان التغيير الوحيد الذي طرأ في الملف الرئاسي هو موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باعلان تأييده لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية او غيره. وقد اعتبرت هذه المصادر ان النائب السابق وليد جنبلاط يسعى الى ترك «خيط معاوية» مع حزب الله بانتظار ما ستؤول اليه المنطقة في مرحلة ما بعد حرب غزة.وكتبت” الديار”: يواصل سفراء «اللجنة الخماسية بشأن لبنان» حراكهم سعياً لإحداث خرق في الملف الرئاسي في ظل الفراغ المستمر منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر.وبعد اللقاء الموسع الذي عقده السفراء، مساء الخميس، في مقر إقامة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، من المتوقع أن يعقدوا لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين والأفرقاء السياسيين، الأسبوع المقبل، وأبرزهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي تجدد مصادر في كتلته النيابية على انفتاحه على التعاون مع اللجنة، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر ما يعملون عليه من طرح رئاسي، علماً بأنهم لن يطرحوا أسماء بل معايير وملامح لاختيار الرئيس المقبل بتوافق اللبنانيين».وتأتي اللقاءات التي يعقدها السفراء تمهيداً لوصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لإعلان المعايير التي تحدد هوية وملامح الرئيس المرتقب، سعياً لإنهاء الانقسام العامودي بين الأفرقاء، وتمسك كل منهم بموقفه؛ إذ لا يزال «حزب الله» وحلفاؤه يتمسكون بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في حين تؤكد المعارضة استمرار دعم الوزير السابق جهاد أزعور، معولةً على جهود «الخماسية» للتوصل إلى اتفاق على مرشح ثالث.وذكرت «البناء» أن حراك اللجنة الخماسية منسق مع الفرنسيين ويهدف لتحضير الأرضية السياسية الداخلية لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان المرتبطة بنتائج جولة الخماسية، فإذا حققت تقدماً في مشاوراتها مع المسؤولين اللبنانيين، فإن لودريان سيأتي بمقترحات معدلة وبروح انفتاح على كافة الأطراف لمناقشتها تبدأ بعرض مواصفات للرئيس المقبل». ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن أسباباً عدة أملت استئناف النشاط الخارجي على الصعيد الرئاسي، وأهمها الحرب في غزة ودور حزب الله في جبهة الجنوب، والحراك الدبلوماسي للجنة الخماسية يكمل المساعي والضغوط الدبلوماسية الأميركية لا سيما الموفد أموس هوكشتاين، وتندرج في اطار هدف واحد هو تقديم إغراءات سياسية واقتصادية وحدودية للبنان مقابل تهدئة الجبهة». ولا تستبعد المصادر تجديد العروض الرئاسية والحدودية لحزب الله وللحكومة اللبنانية للتفاوض على وضع الجبهة الجنوبية وتطبيق القرار 1701 بما يخدم أمن «إسرئيل».لكن مصادر في فريق المقاومة شدّدت لـ»البناء» على أن أي حراك خارجي لن يُكتب له النجاح من دون اختراقات في جدار التحالفات الداخلية الموزعة بين خيارات عدة تجعل من الصعب تأمين أكثرية نيابية لمرشح ونصاب الثلثين، متوقعة فراغاً طويلاً في الرئاسة الأولى.