اعتبر شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى خلال ورشة بيئية نُظمت في دار الطائفة في بيروت ان “الهدف الاساسي تنمية الأوقاف الدرزية، ولكنَّها تمهِّدُ الطريق إلى شراكة مسيحية درزية من خلال تنمية أوقاف كل منها والعمل معاً على حركة نهوضٍ اقتصادي مؤمل، يبدأ من أراضي الأوقاف ويمتد على امتداد أرض المصالحة والعيش المشترَك”.
واستهل شيخ العقل الورشة بكلمة افتتاحية، قال فيها: “الإخوة والأخوات، سائلين الله أن يبارك خطواتنا ويسدد خطانا ويوفقنا لتحقيق الغاية المرجوة منها. لقد تعاون على التحضير للورشة كل من المديرية العامة للمجلس ومديرية الأوقاف ومحمية أرز الشوف وجمعية الثروة الحرجية والتنمية وحمى راس المتن، وكانت غايتنا منذ البداية أن نتشارك وأصحاب الخبرة والاختصاص في التخطيط لتنمية أوقافنا ومنطقتنا، وكان هدفنا أن نطلق خطة استراتيجية مستندة إلى معطيات وأفكار بناءة نستخلصها من تلك التجارب الرائدة ومن تلاقح الأفكار في ما بيننا، ولا سيما أن هذه الورشة نظمت ضمن إطار مغلق من جهة كونها تضم أهل البيت الجبلي الموحد فقط وتهدف إلى تنمية الأوقاف الدرزية بالدرجة الأولى، ولكنها تمهد الطريق إلى شراكة مسيحية درزية من خلال تنمية أوقاف كل منها والعمل معا على حركة نهوض اقتصادي مؤمل، يبدأ من أراضي الأوقاف ويمتد على امتداد أرض المصالحة والعيش المشترك”.
واضاف: “يتساءل الناس عن الأوقاف ومداخيلها، وتحوم أعين بعضهم عليها للاستثمار شبه المجاني فيها، أو لتحويلها إلى منشآت عامة هنا وهناك، في ما هي عقارات غير قابلة للبيع أو للتنازل، بل للاستثمار والمبادلة إذا اقتضى الأمر، وبقدر ما نحن ضنينون بالأوقاف ومؤتمنون عليها ولا نفرط بها، لكننا لم نبخل سابقا ببعض تلك العقارات خدمة للشأن العام في أكثر من مكان، إلا أنه آن الأوان أن نتحمل مسؤولية النهوض بالأوقاف واستثمارها كما يمكن وكما يجب، وهذا ما نسعى إليه جاهدين، وما مشروع الحفاظ على أحراج الشحار وحمايتها وتنميتها سوى الخطوة الأولى في هذا المسار”.
وتابع: “يتملكني الأمل والطموح بأننا سننجز الكثير في هذا الاتجاه، إذا ما كنا متفهمين متعاونين وواثقين من أنفسنا، وليشعر كل واحد منكم، وعلى الأخص إخواننا في المجلس المذهبي وفي المديرية العامة وفي لجنة الأوقاف ومديرية الأوقاف، أنه مسؤول ويعمل لبيته ولمستقبل أبنائه وإخوانه ومجتمعه، وأننا كلنا واحد في هذه المسيرة، نحاول معا ونستكشف السبيل معا ونعمل معا، وسننجح بإذن الله معا. الشكر لكم جميعا، والشكر الأكبر للخبراء المشاركين، ولتتأكدوا أن هذه الدار داركم وأن هذه الأوقاف ملك للجميع، وسنكون جادين في السعي لتحقيقها، طلبا للتمويل من الجهات الداعمة وقياما بالأنشطة اللازمة وبناء للمداميك اللاحقة، متعاونين مع وزارتي البيئة والزراعة ومع أي جهة معنية بالشراكة الفعلية وقادرة على المساندة المادية أو الفنية. لكم منا الشكر والدعاء، وفقكم الله وبارك عملكم لما فيه الخير والثواب”.
( الوكالة الوطنية)