القوى السياسية في لبنان… رُبّ مراوحةٍ مُفيدة!

3 فبراير 2024
القوى السياسية في لبنان… رُبّ مراوحةٍ مُفيدة!


تستفيد القوى السياسية من فترة المراوحة من اجل عقد تفاهمات جانبية تُمكّنها من تحسين شروطها التفاوضية في المرحلة المقبلة خصوصاً في حال اتّضاح التوجه نحو تسوية سياسية داخلية ترعاها قوى إقليمية أو دولية لإنهاء الأزمات في لبنان.

 وتعتبر مصادر سياسيّة مطّلعة أن معظم القوى السياسية بدأت تنشط في الأسابيع القليلة الماضية على خطّ التواصل الشامل في ما بينها للتوصّل الى تقاطعات وتحالفات جديدة تعزّز حضورها وتكون بمثابة استعداد للتسوية المُقبلة. هذا ما يقوم به “التيار الوطني الحرّ” بشكل أساسي إذ يسعى لفتح أبواب التواصل مع قوى سياسية مختلفة، لكن واقع “التيار” وخلافاته العميقة مع بعض القوى من جهة، وعدم رغبته في الوقت الحاضر بإنهاء تحالفه مع “حزب الله” من جهة أخرى، يجعل نجاحه في هذه المهمّة أمراً صعباً للغاية بل وربّما شبه مستحيل. من جهته، يعمل “الحزب التقدّمي الاشتراكي” على بناء تفاهمات جديدة وواسعة فيقترب من “حزب الله” على مستوى التواصل والتنسيق أو على مستوى المواقف السياسية والاعلامية المُعلنة والتي يطلقها بين حين وآخر النائب السابق وليد جنبلاط بهدف طمأنة “الحزب” والأيحاء بأن جنبلاط بدأ ينتقل من ضفّة إلى أخرى تحديداً في القضايا الاستراتيجية، ما يعني بأنه سيكون أقرب من “قوى الثامن من آذار” خلال المرحلة المقبلة.وفي سياق متّصل، فإن قوى المعارضة التي لا تنوي ربط مصيرها بأي شكل من أشكال التحالف أو التقارب حتى لتخفيف التوتّر مع “قوى الثامن من آذار “لمصلحتها السياسية، تحاول أن تستفيد من الوقت للقيام بمشاورات من أجل رصّ الصفوف وتوحيد المواقف على اعتبار أن ردم الخلافات والانقسامات في ما بينها من شأنه أن يعزّز واقعها السياسي في المرحلة المقبلة.