هكذا إستهدفَ حزب الله العملاء.. معطيات مهمّة تحصل!

4 فبراير 2024
هكذا إستهدفَ حزب الله العملاء.. معطيات مهمّة تحصل!


إعلان إيران يوم الجمعة إكتشاف عملاء من “الموساد الإسرائيلي” في 28 دولة، يكشف عن “تمدّد” لأجهزة الإستخبارات الإيرانية في العديد من البلدان من بينها لبنان الذي يشهد حرباً إستخباراتية شديدة الخطوة بين “حزب الله” وإسرائيل.

 
آخر المعلومات تقول إنّ “حزب الله” ينسّق مع ضباط إيرانيين مسألة إكتشاف العملاء والثغرات الأمنية التي ساهمت في إنكشاف بعض قادته، كما أن هناك غرفة عمليات مخصصة لهذا الأمر مهمّتها إدارة الحرب الإستخباراتية التي يخوضها الحزب ضدّ عملاء لإسرائيل في لبنان.
 
الجزء الأساس من الإجراءات الإستخباراتية الجديدة لـ”حزب الله” يتمثل في أن الأخير سعى إلى إستحداث “خطط جديدة” ميدانياً. الهدف الأساس من هذه الخطوة هي “التشويش” على بنك الأهداف الذي تضعه إسرائيل على القائمة لديها لضربها.المسألةُ هنا مفصلية جداً، فالحزب لا يمكن أن يُبقى على غرف عملياته كما هي، كما أن ليس باستطاعته أن يحافظ على النمط الإستخباراتي والميداني نفسه منذ 8 تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء المواجهات مع إسرائيل. لهذا السبب، إتخذ الحزبُ مبادرات إستخباراتية جديدة قوامها التأسيس لجبهة عمليات مرادفة للجبهة القائمة حالياً، أي أنّه يسعى بشكل مستمر لتأسيس “خطة ب” عملياتية يجري تجديدها بشكلٍ يومي استناداً لمعطيات الجبهة ومقتضياتها.
 
كل هذه الأمور تتناسب مع إجراءات “لجم” العملاء المنتشرين في جنوب لبنان، علماً أن هناك مجموعة إستخباراتية خاصة لدى “حزب الله” مهمّتها إجراء التحقيقات في كل الحوادث التي حصلت مع القادة الميدانيين الشهداء، وأيضاً زرع “عين الرقابة” في الميدان تداركاً لأي إستهداف جديد قد يكون مماثلاً لسابقاته.
 
الصواريخ الجديدة.. ما علاقتها بالحرب الإستخباراتية؟
 
في الواقع، باتت الحرب الصاروخية الجديدة التي يعتمدها الحزب مقترنة مع معركته الإستخباراتية. بشكلٍ أو بآخر، لا يمكن فصل الجبهتين عن بعضهما البعض لأسباب أساسية وهي أن الصواريخ الجديدة التي يعتمدها الحزب في الميدان، من شأنها أن تساهم في حماية المقاتلين التابعين له لحظة إستهدافهم المواقع الإسرائيلية.. كيف ذلك؟
 
الصواريخ العادية تتطلبُ من عنصر الحزب أن يكون مواجهاً لموقع الهدف، الأمر الذي قد يجعله في خطر النيران الإسرائيلية وتحديداً عبر الطائرات المسيرة أو من عناصر حماية إسرائيلية مهمتها حماية الموقع المستهدف والرد فوراً على مصدر النيران الذي يطاله.
 
على صعيد الصواريخ الجديدة الموجهة وتحديداً تلك “المنحنية”، فإن إطلاقها لا يتطلب قُرباً من الهدف، كما أن منصاتها لن تكون مرئية أو ظاهرة. الأمر الأكثر أهمية هو أن التحكم بالصاروخ يجري عن بُعد، كما أن إطلاقه يمكن أن يحدث من منطقة بعيدة جداً عن موقع الهدف، وبالتالي يمكن تحديد الإصابة من مكانٍ آمن وتسيير الصاروخ قد تحقيق القصف المطلوب.
 
لذلك، فإنّ الحزب يكون أولاً قد ساهم في حماية مقاتليه، وثانياً زيادة الضغط على الإسرائيليين من خلال جعل كافة مواقعه مرصودة وتحت الإستهداف، وثالثاً دفع الجيش الإسرائيلي أكثر باتجاه عُمق جغرافي أبعد من الحدود، تجنباً لإستهدافات جديدة وعميقة قد تحصل لاسيما من خلال الصواريخ الثقيلة التي يستخدمها الحزب.
 
المسألة الأخيرة المذكورة هي التي تُفسر إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي عند حدود لبنان، علماً أن تلك الخطوة قرأها الحزب جيداً وراح يبني مخططاته الحالية على أساسها.
 
إضافة إلى ذلك، فإنّ الحزب ومن خلال هذه الخطوة سيكون قد أسس أيضاً لضغط عملياتي في أوساط الجيش الإسرائيلي من ناحية إضعاف السيطرة الميدانية على مناطق الحدود كاملة. فعلياً، في حال تمكن الحزب من إبعاد الجنود الإسرائيليين بعيداً عن الحدود، وفي ظل إضعاف البنية الإستخباراتية التقنية القائمة هناك، عندها فإنه من الممكن أن يكون سيناريو إقتحام الجليل أقرب من أي وقتٍ مضى، وتحديداً في حال قرر الحزب ذلك.
 
وأمام كل ذلك، فإن إسرائيل ستجدُ نفسها مُضطرة لمضاعفة مهماتها الإستخباراتية عبر وسائل جديدة، وأيضاً تمكين نفسها ميدانياً عند الحدود مع عدم إفراغها من الجنود، لأن ذلك سيشكل ثغرة أمنية كبرى ستساهم حقاً في حصول خروقات.في خلاصة القول، يتبين أن مستوى المعركة بات ضاغطاً جداً على الإسرائيليين، ويمكن الجزم إنطلاقاً من المعطيات التالية أن الحزب استطاع تسجيل نقطة تقدم إستخباراتية وميدانية ضد إسرائيل.. أما الآن فالسؤال الأكثر طرحاً: ماذا بعد؟ وماذا سيجري وسط الحديث عن إتفاق مرتقب للهدنة في غزة؟