الخماسية لملء الوقت.. لا اتفاق على شكل الحل

6 فبراير 2024
الخماسية لملء الوقت.. لا اتفاق على شكل الحل


تعمل “الخماسية الدولية” بشكل حثيث على تظهير حضورها السياسي على الساحة اللبنانية في ظل استمرار المعارك في المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات، وهذا النشاط الجديد القديم للدول الخمس وسفرائها في بيروت يوحي بأن التسوية الداخلية بدأت تلوح في الأفق، او على الأقل باتت امراً واقعاً لا مفر منه مع وقف التنفيذ، لكن هل فعلاً ستفضي هذه التحركات والاتصالات الى نتيجة فعلية؟والسؤال الأهم، ما صحة ما يتم تداوله عن خلافات بين الدول الخمس حول مسار الحل المرتقب في لبنان؟

تعمل “الخماسية” اليوم ضمن اطار موحد من اجل اعادة الحيوية الى الحياة السياسية اللبنانية وهدفها الاول والمعلن هو الوصول الى تسوية تؤدي الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ترضى عنه كل الاطراف من دون ان يكون هناك اي التزام بهذا المرشح من قبل هذه الدول كي لا تجد نفسها مجبرة على تعويم عهده.بحسب مصادر مطلعة فإن الخلافات الموجودة اليوم بين الدول الخمس لا تؤدي الى انفراط عقد “الخماسية”، اذ ان ما يحصل اليوم هو ملء للوقت الضائع وعدم ترك الساحة لكل من الولايات المتحدة الاميركية وايران، بمعنى اخر لا يمكن لكل من السعودية وفرنسا مثلا البقاء بعيدا عن الساحة السياسية وتفاصيلها في ظل النشاط الدائم للمبعوثين الاميركيين الذين يتفاوضون مع حليف ايران الاول في المنطقة، “حزب الله”.وترى المصادر أن التوجهات لا تزال متباينة بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية، اذ ان باريس تتعامل مع حضور “حزب الله” بواقعية اكبر من الاميركيين، وهذا ما يجعل باريس تفضل حتى اليوم وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى قصر بعبدا بالرغم من عدم افصاحها العلني عن هذا الامر، وكذلك هناك تباين غير معلن بين السعودية وقطر التي نشطت بدورها بكثرة في الايام الماضية.وتؤكد المصادر ان طرح المبعوث القطري اسماء للرئاسة يزعج الرياض التي لا تريد الدخول في بازار التسميات، وان كانت تريد ذلك لتوصلت الى حلّ مع القوى المعنية وامنت الغطاء السنّي والاقليمي للرئيس المقبل، وعليه فإن تحرك القطريين من دون تنسيق كامل مع “الخماسية” لا يرضي السعوديين ويجعلهم راغبين في تفعيل العمل الجماعي للوصول الى حل او الى رؤية مشتركة تخص الملف اللبناني.وتعتبر المصادر ان الاجتماع المتوقع ل”الخماسية” لن يحدث اي نقلة نوعية في مسار الاستحقاق الرئاسي بل سيؤدي إلى بلورة وتحديد صفات سياسية وشخصية للرئيس الأمثل الذي ستدعم هذه الدول وصوله الى بعبدا، وعليه فإن مسار تمرير الوقت سيبقى قائما في المرحلة المقبلة بالتوازي مع التسوية التي يتم الاعداد لها على صعيد المنطقة ككل بعد انتهاء الحرب العسكرية في غزة ولبنان.