أحيت السفارة الروسية في بيروت عيد “حماة الوطن” برعاية وحضور السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، والملحق العسكري في السفارة يوري بنكوف، ورئيس مكتب التعاون الروسي اللبناني محمد ناصرالدين، بالإضافة إلى حشد رسمي وسياسي لبناني وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية.
وألقى بنكوف كلمة استذكر خلالها الجنود الروس الذين يضحون بأنفسهم من أجل استقلال روسيا ومستقبلها، والحرية، وشدد على الدور الذي يلعبه القادة والجنود الروس الذين نجحوا ليس فقط في إنقاذ روسيا وحمايتها، انما في إنقاذ عدة مناطق حول العالم ،فهؤلا يبذلون ما بوسعهم للدفاع عن الوطن ويحاربون ضد النازية والفاشية.
وقال ناصر الدين، من جهته في كلمة القاها بالمناسبة ان مناقبية الجنود والضباط اليوم هي امتداد تاريخي للأجداد وللآباء، في الهوية والانتماء والعقيدة والايمان بالمثل الاخلاقية. ولعل تكريس مفهوم العائلة يختصر كل الإيجابيات الانسانية. فالعائلة هي الاستمرارية وهي صُلب ثقافة الحياة وأي شيء آخر شاذ عن طبيعة الخلق هو تدمير للفكر والسلوك والعقل وخيانة لاساس وتاريخ البشرية، ولاحقا ابادتها بحجة التقدم والحضارة.
وقال إن العالم يشهد تحولات كبيرة وسط صراعات ونزاعات تحصل نتيجة المفاهيم النازية بقناع الديمقراطية وحقوق الانسان، ولعل ما يحصل في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان والمظلومية التي يعيشها ابناء الدونباس والتي تُمارس ايضا على المجتمعات الافريقية ودول اميركا اللاتينية، دليل على عقلية التوحش والاستفراد والالغاء والاحتلال. ووسط الدم والدمار نحن امام ضرورة تحديد المسار والخيار، كي يكون لنا موقعا في هذه الخريطة السياسية والعسكرية خاصة في لبنان.
وفيما أشار إلى أن لبنان ينهار كل يوم نتيجة التدخلات والصراعات الخارجية وسط فراغ رئاسي ووسط انهيار المؤسسات والاقتصاد وفي خضم المخاطر الامنية على خلفية نوايا الاحتلال الاسرائيلي بتوسيع الحرب، هو بحاجة للدول الصديقة، اكد أن توسيع ” الخماسية الدولية ” أمر ملح وعاجل. فمصر والسعودية وقطر هم من ” اهل البيت” كونهم اشقاء للبنان ولديهم كل الحرص على عودة انتظام عمل المؤسسات اللبنانية ، انما كل الاستغراب من التعويل على الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا في العمل التسووي وهما الداعمتان الاساسيتان لاسرائيل عدا عن افتقاد الجانب الاميركي الى دور الوسيط العادل كونه يعمل من دون توقف على توسيع الهوة بين الشرق والغرب وعدم ترك مساحة مشاركة وتعاون بين هذا العالم.
وتابع قائلا من هنا لا بد ان يكون لروسيا الاتحادية والصين وايران والعراق مساهمة في المساعي المشكورة لايجاد الحلول التي تصب في صالح لبنان ودول المنطقة، خصوصا وان روسيا الاتحادية كانت السبّاقة دوما ولا تزال في الوقوف الى جانب لبنان في المحافل الدولية، وهي لا توفر جهدا ولا سبيلا لمساعدته لا سيما انسانيا وتربويا واجتماعيا.
واضاف فيما نحن نسير بخطوات سريعة نحو العالم الجديد بذهنية منفتحة تشاركية متقدمة اخلاقية لتحقيق الانصاف والعدالة، نحن امام خيار واضح واحد، إما ان نسلك طريق تكريس الاخلاق الانسانية والحفاظ على الاسرة والحياة السليمة التي تحترم الخالق والخلق، وإما طريق الغاء كل هذه النعم وتسريع فناء البشرية. علينا ان نكون إما مع الحق وإما مع الباطل، بما يحمي الانسان وانسانية الانسان، وبما يكرس المشاركة والعدالة والمساواة، وفي هذا التحدي الوجودي لا نستطيع ان نكون في المنتصف.
وخلال الاحتفال تم عرض فيديو مصور للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين هنأ فيه، المواطنين الروس وكل من خدم ويخدم فى الجيش بيوم “حُماة الوطن” (عيد الجيش)، مشيراً إلى أن هذا العيد أصبح منذ فترة طويلة عيداً وطنياً ويتم الاحتفال به على نطاق واسع فى جميع أنحاء البلاد.