نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً حللت فيه الخطابات الأخيرة لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله والتي ارتبطت بشكل مباشر بجبهة جنوب لبنان التي تشهدُ معارك ضارية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول الماضي.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ أبرز صفة ارتبطت بنصرالله هي القدرة على إظهار الغطرسة والبوردة والسخرية خلال الخطابات، وأضاف: “في الآونة الأخيرة، ظهرت عدد من المؤشرات التي تظهر أن نصرالله بدأ يتعثر خلال خطاباته. الأخير كان يتحدث بنصف إبتسامة مما يمنح مستمعيه شعوراً بأنه لم يقل الكلمة الأخيرة بعد”.
وتابع: “الغطرسة تكشف عن ثقة بالنفس، ونصرالله هو سيد الحرب النفسية. فعلياً، فإنه لا تتم مقابلة أمين عام الحزب كثيراً، وبالتالي يخلق توقعات لخطاباته لدى جمهوره في لبنان ولدى المشاهدين في الخارج وخصوصاً في إسرائيل”.
وأكمل: “إن نصرالله هادئ ومريح للغاية، ولهذا هو يتحلى بالكثير من الثقة بالنفس، لكنه خلال الخطابين الأخيرين، تغيرت أمور كثيرة. ما تبين هو أن التصريحات التي أدلى بها نصرالله افتقرت إلى العجرفة التي تميز بها، فيما تبين أن العاطفة لديه تغلبت على الجانب العقلاني. ما ظهر هو أن الخطابات كانت نضالية بشكل خاص، والعاطفة الرئيسية التي نشأت عنها هي الغضب”.
وأكمل التقرير: “عندما يستخدم شخص إستراتيجي مثل نصرالله أسلوب السخرية، فإن هذه علامة على المأزق الذي يعيش فيه. فهو من ناحية غير مهتم بالحرب، ومن ناحية أخرى يخسر نقاطاً في حرب الشمال التي تتصاعد”.
وتابع: “حتى الآن كانت له اليد العليا، فحقيقة أن الشمال الإسرائيلي خالٍ من السكان يعد إنجازاً كبيراً بالنسبة له، لكن الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على أعضاء رئيسيين في حزب الله غيرت المعادلة. ووسط ذلك، جاء تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي هدّد بمهاجمة بيروت”.
يلفت التقرير إلى أنّ كلام غالانت “أخرج نصرالله من عقله بالفعل”، الأمر الذي دفع الأخير لوصف وزير الدفاع الإسرائيلي بـ”شبه المجنون”، وقال إن لدى “حزب الله” قدرة صاروخية دقيقة تصل من كريات شمونة إلى إيلات.
وأردف التقرير: “إن نصرالله يريد من الناس أن يعتقدوا بأن لديه خطة منظمة، إلا أنه ليس لديه أي فكرة عما ستكون عليه الخطوة التالية. في المقابل، لن يكون نصرالله مستعداً لإنهاء الحدث القائم من دون أن يستعيد إحساسه بالسيطرة والقوة أمام شعبه”.