بأسى يأتي الاول من آذار، وقد تفاقم الشرخ، وازداد الترهل والانحدار، وتفرق القوميون…
ما عادت القوى السياسية، تقيم وزنا للحزب… فيما مضى كانوا يتسابقون للتحالف مع “القومي”، ويحسبون له الف حساب له… فقد دخل الحزب الى البرلمان اللبناني بكتلة من 8 نواب، ثم تراجع حتى اصبح خارج الندوة البرلمانية لاسباب ليست مجهولة ويعرفها الجميع.
الوف القوميين في الوطن وعبر الحدود، والمؤمنون بحتمية انتصار النهضة السورية القومية الاجتماعية، باتوا خارج ” الاحزاب”، التي تحولت الى منابر تجارة، بيع وشراء، وسلوكيات غريبة لا تمت بصلة لقيم النهضة… هذه الالوف المؤمنة بصحة العقيدة، تحيي الاول من آذار على رجاء القيامة في موعد قريب تعود فيه الاحزاب الى حزب واحد موحد، بعودة الى قيم النهضة واخلاقها.
رحلة الالف ميل نحو وحدة الحزب تبدأ بخطوة هي الاساس: محق ” الانا”… ثم التخلي عن المناصب والمكاسب… وبعدها القضاء على الخيانة اينما وجدت…
طريق واحد يمر من فكر سعاده ونهجه… وتأسيس على التأسيس، بالعودة الى سعاده عقيدة ونظاما ودستورا بحرفية ما خطه المؤسس المفكر المعلم الهادي…
وتأكيد على التزام قسم الانتماء بحرفيته ففيه البداية، ومنه النهاية لكل انقسام وترهل وضعف…
حين كان الحزب في عز قوته، كان مهابا لشدة الالتزام بالقسم وبالعقيدة والنظام والدستور، فضربت الامثال بمتانة نظام الحزب وعقيدته…
تسرب الغوغاء الى صفوفه اضعف الايمان والالتزام، وبات الحزب مجرد جسر عبور لمتسلقين غير مكترثين بسعاده وفكره، بقدر ما يهمهم الغوص بالاعيب السياسة وفسادها، والوصول الى تحقيق مكاسب ومناصب بتحالفات معاكسة، ضاربين عرض الحائط بالقسم واهداف النهضة، متشدقين بمفهوم الواقعية السياسية النقيض لجوهر العقيدة…
عندما اضاء القوميون قمم الجبال في الاول من آذار، بدأ عهد جديد لانسان جديد، في دولة الامة السورية المصغرة…
أرعب النور ابناء الظلمة، فحشدوا منذ اغتيال المؤسس والى اليوم قواهم للقضاء على النهضة، ولا يمكن تحقيق اهداف الاخصام والاعداء، الا بالتسلل ودق اسفين في صلب حركة الامة الواحدة…
فهل نشهد انطلاقة تيار نهضة يعيد الحركة السورية القومية الاجتماعية الى محورها الصحيح؟
أمل ورجاء من القوميين الاجتماعيين الاصفياء الانقياء ان تنطلق رحلة العودة الى سعاده، الذي وصف الدواء لكل داء في الامة، والى وحدة حزب يستعيد دوره وقوته متقدما بين كل الاحزاب، وإلا فمصيره التلاشي والفناء… وليبقى سعاده في الفكر والعقل والوجدان حيا خالدا، نورا يستضاء به على طريق الحياة الجديدة..