هل توجب المتغيّرات إستيعاب باسيل في صفوف المعارضة؟

1 مارس 2024
هل توجب المتغيّرات إستيعاب باسيل في صفوف المعارضة؟

كتب احمد الايوبي في” نداء الوطن”: يستند أصحاب الدعوة لاحتواء «التيار الوطني» إلى اعتبار أنّ السياسة عبارة عن متغيِّراتٍ تفرض نفسها على الأحزاب والقوى السياسية، وأنّ الامتعاض الداخلي في «التيار» من التحالف مع «حزب الله» عمره ما لا يقلّ عن عامين وهو ما يدركه «الحزب» وظهر أكثر من مرة في خطاب أمينه العام عندما توجّه مباشرة إلى قيادات التيار وجمهوره عند المفاصل الخلافية الحساسة وبعد احتدام الحروب الإلكترونية بين جمهوري الطرفين وعزّزه في الساعات الأخيرة الوزير السابق بيار رفول الذي أعلن الطلاق رسمياً مع الحزب. يقف المراقبون عند أربعة عوامل إضافيّة في تقييم الموقف: ـ الأول: أنّه مهما جرى التقليل من شأن باسيل فإنّه إذا عاد واتفق الآن مع «حزب الله» فإنّه يُحدِث أزمة في التوازنات السياسية الحالية الهشّة، خاصة أنّ لديه كتلة نيابية وازنة ومؤثِّرة. ـ الثاني: أنّ الشخصية الاستثنائية لميشال عون انتهت (سياسياً) وانتهى معه الشخص الذي يستطيع أن يأخذ المسيحيين إلى خيار «حزب الله» كما حصل في لحظة توقيع وثيقة التفاهم مع «الحزب» لأنّه بعد التجربة الرئاسية التي يتّهم نواب «التيار البرتقالي» الثنائي الشيعي بإفشالها، وخروج الرجل من الحياة السياسية، لم يعد قادراً على التأثير لا في الجمهور المسيحي الواسع ولا في القرار، لا سيّما مع التقدّم العميق الذي تحرزه «القوات اللبنانية» في الشارع المسيحي مع احتفاظها بخطابٍ وطني متوازن. ويدرك باسيل أنّه غير قادر على الاستمرار في التحالف مع «الحزب» لكلّ هذه الاعتبارات. ـ العامل الثالث: إنّ «حزب الله» يتعرّض لعوامل ضعف كثيرة، وخاصة في ظل الاستنزاف العسكري الحاصل في الجنوب وعجزه عن فرض قراراته بالقوة، وهذا تعزّز بعد المصالحة السعودية الإيرانية ومع التحوّلات التي تشهدها المنطقة في ظلّ العدوان الإسرائيلي على غزة. ـ العامل الرابع: هو ما بدأ بالانكشاف عن حقيقة التغييرات التي يُقال إنّ «حزب الله» يريدها في تركيبة الدولة، وأهمّها إلغاء قيادة الجيش واستبدالها بهيئة أركان يتحكّم بها عملياً وتشريع وجوده بتأسيس «وحدة الصواريخ» في الجيش بإدارة «الحزب» وتنتشر على الحدود، فهل يقبل «التيار الحرّ» إزالة قيادة الجيش بعد أن بدأ التطبيع في حاكمية مصرف لبنان بإزاحة المسيحيين عن رئاستها؟ وهل يستطيع «التيار» التأقلم مع مشروعٍ يتجاوز المثالثة مهما بلغت إغراءات الاستمرار في تغطيته سياسياً؟

لطالما كان ميشال عون حالة جدلية وبات باسيل أكثر جدلية واستفزازاً، لكن، ثمّة حلّ وسط توجِبُه الضروراتُ السياسية وهو ما يحصل حتى اليوم، أي الاستمرار في التقاطع على الجوامع المشتركة.