المبادرات في الوقت الضائع.. لا حل في المدى المنظور

4 مارس 2024
المبادرات-في-الوقت-الضائع.-لا-حل-في-المدى-المنظور
المبادرات في الوقت الضائع.. لا حل في المدى المنظور

بالرغم من كل المبادرات التي تأخذ طابعا جديا والتي تقودها قوى داخلية وبعض الاطراف الخارجية، الا ان مجالات الخرق في جدار الازمة تبدو صعبة للغاية، ويتم تكريس ستاتيكو سياسي لا يمكن تجاوزه في ظل اندلاع المعارك العسكرية في غزة ولبنان وفي ظل وجود احتمال كبير لتوسع الحرب في اي لحظة او عند اي خطأ اي محسوب من هذا الطرف او ذاك، حتى ان الافكار الحوارية باتت تصل الى حائط مسدود.

تعمل القوى السياسية على تحسين شروطها التفاوضية في ظل قناعة راسخة ان  التسوية قادمة ولا يمكن للازمات العسكرية والسياسية ان تستمر للابد من دون حلول سياسية تحكم المشهد العام في نهاية المطاف، لكن عملية تحسين الشروط تأخذ مسارات خطيرة وتعيد تشيكل التحالفات في الحياة السياسية اللبنانية، ان كان لجهة الخلاف النهائي بين “حزب الله” و”التيار” او لجهة الانتقال الكبير للنائب السابق وليد جنبلاط الى خندق “قوى الثامن من اذار”.

من الواضح، وبحسب مصادر مطلعة، أن الحرب المندلعة في غزة لن تتوقف، وان مفاوضات الهدنة ليست مستقرة واحتمالات فشلها كبير للغاية وهذا ينطبق على الواقع اللبناني وجبهة الجنوب التي يقول بعض الخبراء والمطلعين انها مستمرة الى فترة غير معلومة ولا احد لديه تصور واضح حول المدى الزمني الذي يفصل عن وقف اطلاق النار، بالاخص ان تل ابيب باتت اليوم امام احتمالين.

الاحتمال الاول هو الاستمرار بالحرب والمخاطرة بعدة امور استراتيجية، اولها الرأي العالم العالمي الذي يحصل فيه تحول عميق وغير مسبوق خصوصا في اوروبا  والولايات المتحدة الاميركية، والثاني هو خلاف سياسي كبير مع الادارة الأميركية التي باتت تسريباتها لوسائل الاعلام تتصف بنوع من التهديد والتلويح بالطلاق بين الادارة الحالية والحكومة الاسرائيلية التي تتعرض لهجوم شعبي داخلي متعاظم.

كما ان واقع الجيش الاسرائيل الذي يتعرض لضربات كبرى في جنوب غزة لا يسمح له الاستمرار في المعركة طويلا لانها ستجعله غير قادر على تعويض الخسائر البشرية التي تصيبه وقد عبرت عن ذلك الصحف الاسرائيلية في الايام الماضية، اما الاحتمال الثاني فهو انهاء المعركة والبقاء من دون مكاسب والعمل بشكل واضح على احتواء الهزيمة والقبول ببقاء “حزب الله” ملاصقا للحدود.

امام هذا الواقع، وبعد الفشل العملي لمبادرة كتلة الاعتدال، بات الحديث متزايدا عن ان الاستحقاق الرئاسي ومن خلفه الازمة السياسية  سيبقى معلقاً حتى الانتخابات النيابية المقبلة ولن يكون ممكنا عقد تسوية شاملة من دون تسوية مشابهة في المنطقة ودولها. وعليه فإن الازمة مفتوحة على كل الاحتمالات ما دامت الحرب مستمرة وتوسعها ممكنا..