“كل شي ممنوع مرغوب”. لا يمكن لأحد فهم هذه العبارة كمن يمارس حمية غذائية ويضعف فجأة أمام مغريات الطعام الشهي. فإذا كنت مثل معظم الناس، من المحتمل أنك جربت أنظمة غذائية عدّة، وربما فشلت في معظمها. لماذا إذاً يصعب الالتزام بنظام غذائي؟ وما هي الأسباب الرئيسية التي تدفعنا للغشّ في تناول الطعام الصحي؟
أسباب الغشّ في الدايت
عدم الإلتزام بشكل جدّي بالحمية الغاذئية هو أمر شائع جداً بين كثيرين، بحسب أخصائية التغذية عبير أبو رجيلي، التي عدّدت لـ”لبنان 24″ الأسباب التي تدفع بعدد ممّن يتبعون حمية غذائية ما، أن يعمدوا للغشّ فيتناولون ما طاب ولذّ لهم من أطعمة غير ملائمة لـ”الدايت”.
وعلى رأس قائمة هذه الأسباب، اتباع نظام غذائي غير سليم منخفض السعرات الحرارية، يدفعنا إلى “اللقمشة”، بحكم أننا سنشعر بالجور بشكل أسرع.
ومن خلال الابحاث العلمية، تبيّن أنه إذا لم يلتزم الفرد بروتين نوم ثابت لمدة 6 ساعات على الأقل، فقد يسبب له ذلك شعوراً مضاعفاً بالجوع في اليوم التالي، وتناول الطعام بشكل عشوائي وغير منظم.
ومن العوامل التي تدفعنا إلى الغشّ، التوتر والإجهاد، لأنه عند ارتفاع هرمون التوتر لدى البعض، ترتفع معه زيادة الرغبة بتناول الطعام غير الصحي.
إلى ذلك، يمكن لممارسة التمارين الرياضية بشكل قاسٍ جداً، أن يدفع بالمرء للشعور بالجوع أكثر وتناول كل ما يمّر أمامه من طعام، كما أن ممارسة الرياضة العادية مع غياب نظام غذائي مدروس، يمكن أن يؤدي بالبعض لتناول كمية أكبر من الأكل، ظنّاً منهم أنهم حرقوا عدداً كبيراً من السعرات الحرارية وبالتالي يفكرون أنه بإمكانهم تناول ما يريدون من الطعام.
كما أن هناك أمراضاً تزيد من الرغبة بتناول الطعام، خاصة عند من ليسوا على علم بمعاناتهم من هذه الأمراض المزمنة مثل السكري، فضلاً عن الأمراض النفسية مثل الشعور بالكآبة.
من هنا، قد تؤثر بعض الأدوية على شهية المرضى وتفتح شهيتهم على تناول مختلف أنواع الطعام، بعيداً من النظام الغذائي الذي من المفترض أن يتبعوه.
أما الأشخاص الذين لا يتناولون حصصاً كافية من الألياف ومن لا يشربون قدراً وافياً من المياه، هم أيضاُ أكثر عرضة لتخريب نظامهم الغذائي.
من هنا، شددت أبو رجيلي على ضرورة معرفة السبب الرئيسي الذي يدفع بالمرضى إلى عدم الالتزام بالأنظمة الغذائية الموصوفة لهم، عوضاً عن تحميل أنفسهم وزر “عدم الإلتزام”، ما قد يسبب لهم ضغطاً إضافياً وبالتالي فشلاً أكبر في الحمية الغذائية.
الإلتزام ممكن!
الخبر السار هو أنه بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر في بعض الأيام، إلا أن الالتزام بنظام غذائي صحي أمر ممكن، ولا يعني ذلك أنه يتعين عليك التخلي عن الأطعمة المفضلة لديك، إذ يوجد الكثير من النصائح والحيل التي تجعل تناول الطعام الصحي أسهل، ومعظمها بسيط ومجاني.
فيما يلي بعض الطرق للالتزام بنظام غذائي صحي
– تناول نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة: معظم الأنظمة الغذائية الصحية الناجحة وطويلة الأمد تشترك في شيء واحد على الأقل: أنها غنية بالأطعمة الكاملة مثل الفاكهة، الخضروات، البقوليات، الحبوب، المكسرات والبذور، البيض ومنتجات الألبان، البروتينات الحيوانية الطازجة، والأطعمة الكاملة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن والمغذيات النباتية التي تدعم صحة الأمعاء وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري.
– اعتمد على المحترفين: قد يكون اعتماد نظام غذائي صحي أمراً مخيفاً وصعباً وقد تشعر أنك لا تعرف من أين تبدأ، إلا أنه يمكن للعديد من المحترفين المدربين مساعدتك في اكتشاف أفضل مسار لك. وذلك من خلال اختصاصي التغذية المسجل، وأخصائي تغيير السلوك، مثل الطبيب النفسي، كي تتخلص من العادات القديمة وتكوين عادات جديدة.
– تعلم النظام الغذائي المناسب لك: ليس من غير المألوف أن نسمع عن الأنظمة الغذائية التي توصف بأنها “الأفضل” أو “الأكثر صحة”، ومع ذلك، لا يوجد نظام غذائي واحد يعمل بشكل أفضل للجميع. فالالتزام بنظام غذائي صحي يعني إيجاد طريقة لتناول الطعام ليست مغذية فحسب، بل تجدها ممتعة ومستدامة ومفيدة لظروفك الشخصية.
– أحط نفسك بالأطعمة الصحية: في السنوات الأخيرة، وجد الباحثون أن الناس في كل أنحاء العالم يتناولون المزيد من الأطعمة الفائقة المعالجة أكثر من أي وقت مضى. يمكنك المساعدة في تجنب إغراء تناول هذه الأطعمة عن طريق إبقائها خارج منزلك، مما يحد من وصولك إليها. كما أن الحفاظ على ثلاجتك ومخزنك مليئين بالأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية طريقة رائعة للحفاظ على نظامك الغذائي الصحي وتشجيع نفسك على تناول الأطعمة المغذية في كثير من الأحيان.