هدنة غزّة أمّ التصعيد جاء بهوكشتاين؟

4 مارس 2024
هدنة-غزّة-أمّ-التصعيد-جاء-بهوكشتاين؟
هدنة غزّة أمّ التصعيد جاء بهوكشتاين؟

كتب وليد شقير في” نداء الوطن”: يستبق الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إنجاز الإتفاق على وقف القتال في غزة بعودته إلى مسار التفاوض على التهدئة في جنوب لبنان، بدءاً من اليوم، بعدما كان آثر في الأسابيع الماضية انتظار التوصّل إلى هذه الهدنة كي يعمل على هذا الملف. 

كان هوكشتاين توصّل إلى قناعة بأنّ استئناف العملية الدبلوماسية الهادفة إلى حلّ جذري للمطالب الأمنية المطروحة من الجانبين اللبناني والإسرائيلي لن يأتي بالنتائج المطلوبة طالما أنّ المسؤولين الحكوميين اللبنانيين تبنّوا بالكامل شرط «حزب الله» وقف الحرب ضدّ غزّة قبل البحث بأيّ مقترحات تتعلّق بالتهدئة وبحلول مستدامة للوضع الأمني على الحدود. فهو يدرك تأثير «الحزب» الحاسم في تركيبة حكومة تصريف الأعمال الراهنة ورئيسها نجيب ميقاتي، في وقت يخوض مواجهة مع الجيش الإسرائيلي تحت شعار مساندة غزة، وعلى اطلاع واضح على التطمينات التي تلقتها الإدارة الأميركية من المسؤولين الإيرانيين بأنّ طهران لا تريد من حلفائها توسيع الحرب، وأن عمليات «حزب الله» العسكرية مضبوطة ومحدودة بقدر تأكيد التضامن مع حليفة إيران حركة «حماس» في غزة. هذه المعطيات، يضاف إليها تبلغه بتأييد «الحزب» لما أبلغه رئيس البرلمان نبيه برّي وميقاتي للتفاوض على تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتنفيذ اتفاق الهدنة بين البلدين. 
على هذه الأسس غادر هوكشتاين بيروت عندما زارها من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين إلى وقف التصعيد جنوباً في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني الماضي، ثم خلال زيارته الأخيرة في 11 كانون الثاني الماضي.

قبل الحديث عن الصعوبات التي تواجه مهمة الوسيط الأميركي، وقبل أن يتطرّق إلى الجزء المتعلّق بإظهار الحدود البريّة المرسّمة بين لبنان وإسرائيل ثمّة أسئلة عدّة تواجه هوكشتاين. فإزاء فرضية نجاح التوصّل إلى هدنة يصرّ عليها الرئيس الأميركي جو بايدن لأسباب داخلية جرّاء الحملات داخل حزبه على سوء أدائه في غزة، كيف سيضمن هوكشتاين التهدئة أثناء التفاوض الذي سيقوده، إذا كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت توعد «الحزب» بمواصلة ضربات جيشه للمقاومة حتى لو توقّف القتال في غزة وهل سيبقى «الحزب» مكتوف الأيدي في هذه الحال؟