سجّلت جبهة جنوب لبنان ليل الأحد – الاثنين أول محاولة تسلل إسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث حاولت مجموعتان عسكريتان إسرائيليتان التسلل من موقعين متقاربين، في مسعى فسّر على أنه محاولة لاختبار دفاعات «حزب الله» الذي أعلن أنه تصدى لهما، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين الطرفين، أدى الاثنين إلى مقتل عامل أجنبي في شمال إسرائيل، وفق ما أفادت به وسائل إعلامها.
وحادثة التسلل التي أعلن الحزب إحباطها، هي الأولى في الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي، تاريخ انخراط الحزب في الحرب تضامناً مع غزة، وتأتي بعد نحو 5 أيام على تقديرات إعلامية أميركية تحدثت عن استعدادات لدى إسرائيل لتنفيذ اجتياح بريّ في لبنان في حال فشلت الحلول الدبلوماسية لإبعاد «حزب الله» مسافة كيلومترات عدة عن الحدود.
لكن مصادر ميدانية مطلعة مواكبة لسياق الحرب في الجنوب، شككت في أن يكون الغرض من التسلل هو الاجتياح أو التمهيد له، ووضعتها في محاولات الاستطلاع أو المساعي لكشف مواقع الحزب، مشيرة إلى أن الحزب في الجنوب «بنى على مدى سنوات خطوطاً دفاعية تساعده على صد أي تسلل».
وكتب محمد علوش في” الديار”: طبعا لم يكن الجيش “الاسرائيلي” بصدد التنزه خلال محاولاته التسلل الى داخل الأراضي اللبنانية، وهنا تلفت المصادر النظر الى أنه من الصعب الجزم بما كان يريد العدو القيام به، ولكن بحسب المتعارف عليه فإن الهدف الأول للتسلل هو زرع أجهزة متطورة للكشف والمراقبة، أما الهدف الثاني فقد يكون اختبار قوة المقاومة وسيطرتها على الحدود، وذلك قد يكون بسياق التمهيد لتوغل بري أكبر في أي حرب مقبلة، بحال كان “الاسرائيلي” يفكر بذلك.
اذا لا تستبعد المصادر أن يكون الهدف من محاولات التسلل، هو قراءة طبيعة المنطقة جغرافياً وعسكرياً، ومحاولة معرفة حجم ومدى انتشار المقاومين لرسم رؤية ما تتعلق بالتوغل البري، مشيرة الى أنه حتى فكرة زرع اجهزة فهي على درجة عالية من الاهمية، وتتعلق ايضاً بواقع عسكري استراتيجي، فالهدف لم يكن زرع جهاز تجسس بسيط وعادي، لكي يخاطر “الاسرائيليون” بأنفسهم لاجل التنفيذ في زمن حرب قاسية.
من دلالات هذه العمليات الإيجابية استمرار ووجد الحزب على الحدود، وهنا سيشعر المجتمع “الاسرائيلي” بحجم الكذب لدى قيادته، وجهوزية المقاومة بقدرتها العالية على الرصد والمتابعة والتنفيذ، اما الدلالات السلبية فهي بكونها تحمل نيات “اسرائيلية” مبيتة خطرة متعلقة بالتوغل البري.